كابول - أ ف ب، رويترز – اظهرت النتائج النهائية للانتخابات الاشتراعية الافغانية التي أُجريت في 18 ايلول (سبتمبر) الماضي تراجعاً كبيراً للغالبية في البرلمان والتي تعود لإثنية البشتون، اكبر مجموعة في البلاد والتي ينتمي اليها الرئيس حميد كارزاي وحركة «طالبان»، لذا يستحيل تأكيد امتلاك كارزاي غالبية او عدمه. واحتج عشرات من المرشحين المستائين والمشرعين وأنصارهم امام القصر الرئاسي في كابول للمطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات التي وصفوها بأنها «فاسدة ومخزية». وحمل بعضهم لافتات كتب عليها «برلمان مختطف» و «انهيار الديموقراطية» و «اللجنة المستقلة للانتخابات عدو الديموقراطية». وراقبت شرطة مكافحة الشغب الموقف، بعدما اغلقت الطرق المؤدية الى القصر الرئاسي. وقال كارزاي: «سد الطرق وارتكاب أعمال عنف لأنهم لم يحصلوا على مقعد ليس عملاً صائباً، ويضر البلاد». وأقصت اللجنة الانتخابية المستقلة التي وصفت الاقتراع بأنه «عملية صعبة لكن ناجحة» 24 مرشحاً غالبيتهم حلفاء لكارزاي كان اعلن فوزهم مع صدور النتائج الاولية. كما علقت «بسبب مشاكل تقنية» اصدار النتائج الخاصة ب11 مقعداً في ولاية غزنة (جنوب)، احد معاقل «طالبان» التي يشكل البشتون معظم سكانها، ما يفسح في المجال امام انتخابات جزئية محتملة. وشابت الاقتراع عمليات تزوير كثيفة ادت الى إلغاء ربع اصوات المقترعين الذين بلغ عددهم 5,6 مليون انتخبوا 249 نائباً في الجمعية الوطنية، وشكلوا فعلياً نسبة 40 في المئة من الناخبين. ولم يخدم ذلك سمعة حكومة كارزاي التي تراجعت كثيراً بسبب عمليات تزوير كثيفة رافقت الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 20 آب (اغسطس) 2009، واتهامات متكررة بالفساد. وعزا المسؤولون البشتون تراجع غالبية طائفتهم في البرلمان الى تهديدات «طالبان» وأعمال العنف التي ردعت او منعت الناخبين من التصويت، لا سيما في جنوبافغانستان وشرقها. وأعلن مقربون من كارزاي ان قلة تمثيل البشتون ستطرح مشاكل كبيرة يمكن ان تشمل استراتيجية سحب القوات الاجنبية التي اقرت خلال قمة الحلف الاطلسي (ناتو) في لشبونة الاسبوع الماضي، وتقضي بإنهاء المهمات القتالية للقوات الاجنبية في نهاية عام 2014، والذي يعتبره البعض مجازفة كبيرة. لكن في غياب احزاب سياسية، يستبعد ان تؤثر التشكيلة الجديدة للجمعية الوطنية التي يطغى عليها تقليدياً زعماء حرب وتكنوقراط وأعيان فشلوا غالباً في توحيد صفوفهم، على قرارات الرئيس الذي يحتكر معظم السلطات. ميدانياً، قتل جندي تابع لقوات الحلف الاطلسي (ناتو) في انفجار عبوة يدوية الصنع في جنوبافغانستان، ما رفع الى 659 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في هذا البلد منذ مطلع السنة الحالية، ثلثاهم اميركيون. على صعيد آخر، كشفت صحيفة «اندبندنت» أن علاج الجنود البريطانيين المصابين بجروح خطرة في افغانستان يكلّف الحكومة أكثر من نصف مليون جنيه استرليني أسبوعياً، معلنة أن 83 جندياً بريطانياً أُصيبوا خلال الفترة بين أيار (مايو) وتموز (يوليو) الماضيين نقلوا الى مستشفى سيلي أوك في مدينة بيرمنغهام، ومركز هيدلي بمقاطعة ساري لإعادة تأهيلهم على المدى الطويل. وأشارت الصحيفة إلى أن مركز هيدلي اضطر إلى زيادة قدرته على التعامل مع الحالات الجديدة من الإصابات الخطرة بين الجنود البريطانيين في افغانستان بمعدل ثلاثة أضعاف منذ عام 2007، علماً ان المكتب الوطني لمراجعة الحسابات الحكومية كان حذّر المستشفيات التي تعالج الجنود الجرحى من استنفاد قدراتها.