تقدّم العداء الناميبي السابق فرانكي فريديريكس اليوم (الثلثاء) باستقالته من الهيئة التابعة للجنة الأولمبية الدولية والتي تتولى مراقبة المرشحين لاستضافة أولمبياد 2024، على خلفية تحقيق بتهم فساد. وتدور شبهات حول تلقي فريديريكس (49 عاماً) مبالغ تقارب 300 ألف دولار أميركي من مسؤول نرويجي متهم بالفساد، في الوقت نفسه تقريباً الذي تم فيه منح مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016. ونفى فريديريكس مراراً هذه التهم، إلاّ أنه قال في بيان الثلثاء "على الرغم من ذلك، قررت شخصياً أنه من صالح العمل القويم لمسار الترشح في اللجنة الأولمبية الدولية، أن أتنحى من منصبي كرئيس للجنة تقويم 2024، لأنه من الضروري أن العمل المهم الذي يقوم به زملائي، يتم النظر إليه على أنه يجري بطريقة صريحة وعادلة". أضاف "لا أرغب في أن أصبح سبباً للإلهاء عن المسابقة العظيمة". ومن المقرر أن تصوت اللجنة الأولمبية الدولية في أيلول (سبتمبر) المقبل خلال اجتماع في عاصمة البيرو ليما، على منح شرف تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، على أن تختار بين مدينتين مرشحتين هما العاصمة الفرنسية باريس ولوس أنجليس الأميركية. إلاّ أنّ عملية الإختيار باتت تخضع لتدقيق أكبر بسبب شبهات الفساد التي دارت حول دورات ألعاب أولمبية مؤخراً. وأتت إستقالة فريديريكس من لجنة التقييم غداة إعلان الإتحاد الدولي لألعاب القوى استبدال العداء الناميبي السابق من مجموعة العمل الخاصة بعودة ألعاب القوى الروسية إلى الساحة الدولية، في أعقاب المنع الذي فرض على موسكو بسبب نظام تنشيط ممنهج برعاية الدولة. وقال فريديريكس الإثنين في بيان صادر عن الإتحاد الدولي "قررت ترك مجموعة العمل لكي لا تتعرض نزاهتها للتشكيك بعد مزاعم ضدي أوردتها صحيفة لوموند" الفرنسية. واختار رئيس الإتحاد البريطاني سيباستيان كو، بطل الوثب العالي السابق السلوفيني روزلي بريزيلي ليحل بدلاً من فريديريكس كممثل عن الرياضيين في مجموعة العمل. وكانت صحيفة لوموند أوردت أن عداء المسافات القصيرة السابق الفائز بأربع ميداليات فضية في سباقي 100 و200 متر، حصل على ما يقارب 300 ألف دولار (283 ألف يورو). وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنّ فريديريكس حصل على هذا المبلغ من شركة "بامودزي" للإستشارات الرياضية التي يملكها بابا ماساتا دياك المتهم في فرنسا مع والده لامين دياك، الرئيس السابق للإتحاد الدولي لألعاب القوى، بالحصول على الملايين مقابل التستر على تنشط الرياضيين الروس. كما يبحث المحققون الفرنسيون في ما إذا كانت رشى دفعت لمنح ريو استضافة أولمبياد 2016، وطوكيو اليابانية أولمبياد 2020. واتهم بابا مساتا دياك قبل ثلاثة أيام من منح اللجنة الأولمبية الدولية شرف الإستضافة إلى ريو في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 2009، بالحصول على مبلغ 1.5 مليون من رجل الأعمال البرازيلي آرثر سيزار مينيزيش سواريش فيليو. وفي الوقت ذاته تقريباً، تم تحويل مبلغ 500 ألف دولار إلى حساب آخر لبابا ماساتا دياك في روسيا. وأكد فريديريكس أنّ المبلغ الذي تلقاه "تم بموجب عقد موقع في 11 آذار (مارس) 2007 مقابل خدمات قام بها بين 2007 و2011، ولا علاقة له باولمبياد ريو دي جانيرو". واعتبر فريديريكس أن تقرير الصحيفة "لا يستهدفني فقط، بل يستهدف صدقية مسار الترشح ومنح الإستضافة للجنة الأولمبية الدولية". وكان العداء أحد أبرز نجوم المضمار في تسعينات القرن الماضي، وأحرز فضيتي سباقي 100 متر و200 متر في برشلونة 1992 وأتلانتا 1996، علماً بأنه الوحيد من بلاده الذي أحرز ميداليات أولمبية.