أعلن في الدوحة مساء أمس عن المشاريع الخمسة الفائزة ب «جائزة الآغا خان للعمارة 2010»، في حفلة أقيمت في متحف الفن الإسلامي. وجاء في صدارة المشاريع الفائزة مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة في السعودية. وتمثلت المشاريع الأخرى الفائزة في «إحياء تراث تونس حديث العهد»، ومتحف مدينة الزهراء في قرطبة الإسبانية، ومصنع نسيج إيبيكيول في إدرنة التركية، ومدرسة الجسر في كسياشي الصينية. ويقع وادي حنيفة السعودي بحسب مسؤولي الجائزة وسط هضبة نجد في السعودية، وهو أكبر وأهم واد قرب مدينة الرياض. وفي الأصل هو عبارة عن مجرى طبيعي لتصريف مياه السيول لمنطقة تزيد مساحتها على 4000 كيلو متر مربع، ويعتبر معلماً جغرافياً طبيعياً فريداً في هذا الإقليم الجاف. وذكرت مصادر الجائزة أنه لمدة قريبة العهد كانت أجزاء عديدة من الوادي تستغل بطريقة جائرة ومدمرة للبيئة، لذا قامت الهيئة العليا لتطوير الرياض، سعياً منها لتحقيق التوازن بين موارد الوادي والناس الذين يعيشون حوله بوضع وتنفيذ إستراتيجية تطويرية شاملة هي عبارة عن برنامج أعمال يهدف إلى إعادة تأهيل وتطوير وادي حنيفة بوصفه مورداً بيئياً واستجمامياً وسياحياً ذا بعد اجتماعي ملموس. وتضمنت أعمال المشروع حتى الآن بحسب مسؤولي الجائزة طرقاً وجسوراً وسدوداً وتحسيناً للمحيط العمراني، إضافة للحدائق والمنتزهات الاجتماعية بخدماتها المتكاملة ما جعل الوادي متنفساً للمدينة الحديثة. كما أن المخطط سعى بشكل أساسي للمحافظة على كل من البيئة الطبيعية والبيئة المبنية التراثية المحيطة ، كما طورت الهيئة العليا مناطق الاستجمام لسكان الرياض ورفعت من شأن الأرض الزراعية في الوادي، إضافة إلى إيجاد محطة صديقة للبيئة ذات تصميم رائد، لمعالجة مياه الصرف والسيول، موفرة بذلك موارد مائية إضافية مستدامة لسكان الريف والحضر في المنطقة. وأفاد مسؤولو الجائزة أنه تم اختيار المشاريع الفائزة من قبل هيئة مستقلة للمحكمين، وأنه تم انتقاء تلك المشاريع من بين 19 مشروعاً تم الإعلان عنها في أيار (مايو) من العام الحالي. وبلغ عدد المشاريع المقدمة للترشح للجائزة نحو 401 مشروع. وقالت هيئة المحكمين، أن التركيز الرئيسي في اختيار المشاريع كان على التحقق من وجود الهوية والتعددية في الوظائف، وتقاطعهما ضمن هذا العالم الذي تزداد فيه بشكل مضطرد العولمة. وشددت الهيئة على الرؤى السخية والتعددية التي انعكست من خلال المشاريع الفائزة، والأدوار التحويلية المهمة التي لعبتها هذه المشاريع في تحسين نوعية البيئة المبنية سواء في الأماكن التي يشّكل فيها المسلمون الغالبية، أو في المناطق التي يشّكلون فيها الأقلية. وتضم الهيئة العليا للمحكمين شخصيات اختصاصية تعمل في مجالات الفلسفة والمعمار والتصميم في السعودية وأميركا وسورية وايران وبريطانيا والصين وفرنسا. يشار الى أن جائزة الآغا خان للعمارة أسسها الآغا خان عام 1977 في سبيل « معرفة وتشجيع الأفكار الرائدة في مجال العمارة والعمارة المبنية التي تنجح في التصدي لاحتياجات المجتمعات وطموحاتها التي يكون للمسلمين وجود معتبر فيها». وتمنح الجائزة كل ثلاث سنوات، وهي تثمن كل نماذج مشاريع البناء والتميز المعماري التي تؤثر على البيئة. وعلم أنه منذ إطلاق الجائزة، قبل 33 عاماً حتى الآن، تم اختيار ما يزيد عن 105 مشاريع لنيل الجائزة وتم توثيق ما يقارب 7500 مشروع . وتتولى ادارة الجائزة لجنة توجيه يرأسها الأمير الآغا خان وتضم شخصيات من دول عدة.