اوردت وسائل الاعلام الصينية الاربعاء خبر القصف المدفعي الكوري الشمالي على جزيرة كورية جنوبية متفادية بعناية انتقاد بيونغ يانغ، حتى ان احدى الصحف الرسمية اعتبرت ان كوريا الشمالية ابدت "حزما". واطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء عشرات القذائف على جزيرة كورية جنوبية ما ادى الى مقتل جنديين وردت قوات سيول بقصف مدفعي. واثار القصف استنكارا دوليا. لكن الصين التي تعتبر من الدول النادرة الداعمة لكوريا الشمالية، اكتفت بالتعبير عن "قلقها" وامتنعت عن ادانة بيونغ يانغ. واشارت صحيفة غلوبال تايمز في افتتاحيتها الى "فشل سياسة التشدد" التي قالت ان حكومة كوريا الجنوبية تنتهجها ازاء الشمال معتبرة ان "كوريا الشمالية ابدت حزمها خلال الاشتباك". وابرزت "يومية الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي ادعاءات بيونغ يانغ القائلة بان سيول هي التي بادرت بقصف اراضي كوريا الشمالية متحدثة عن "استفزاز عسكري خطير". كذلك عنونت تشاينا دايلي "كوريا الشمالية تتهم كوريا الجنوبية بالمبادرة الى اطلاق النار"، مرددة رواية كوريا الشمالية الرسمية. وفي التلفزيون الرسمي شملت البرامج حول الحادث الخطير الذي وقع الثلاثاء، مشاهد منقولة عن تلفزيون كوريا الشمالية الرسمي تتهم سيول بانها بادرت باطلاق النار وتهددها بالرد. وبعد ساعات من وقوع الحادث اعرب ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء عن "قلق" بكين ودعا الكوريتين الى ضبط النفس مؤكدا ان الصين تحاول "التحقق" مما جرى. ونأت وكالة انباء الصين الجديدة التي كانت الثلاثاء اول من افاد عن اطلاق القذائف، قليلا عن تلك المواقف متحدثة عن تبادل اطلاق قذائف "مفترض" بين الكوريتين الشمالية والجنوبية. وتتحاشى الصين انتقاد جارتها المحرجة رغم استفزازات بيونغ يانغ العديدة خلال السنوات الاخيرة. كما انها لم تندد في اذار/مارس بكوريا الشمالية اثر قصف البارجة الحربية الكورية الجنوبية الذي نسبته سيول الى بيونغ يانغ وادى الى مقتل 46 بحارا. ... وصحافة سيول تندد ب"جريمة حرب" بعد القصف الكوري الشمالي اتهمت الصحف الكورية الجنوبية الاربعاء بيونغ يانغ بارتكاب "جريمة حرب" داعية الى الرد على القصف الكوري الشمالية الذي استهدف الاربعاء جزيرة كورية جنوبية واوقع قتيلين و18 جريحا. وكتبت تشوسون ايلبو احدى اهم الصحف الكورية الجنوبية "علينا ان نرد فورا على الهجمات الكورية الشمالية بشكل حازم ودقيق". وكتبت تشوسون ايلبو ان "مهاجمة مناطق مدنية هي جريمة حرب محظورة حتى في زمن الحرب" داعية الى "موقف حازم يهدف الى تكبيد العدو اضرارا اكبر من التي الحقها بنا". ووصفت صحيفة دونغا ايلبو القصف ب"جريمة حرب" معتبرة ان "العصا هي العلاج الوحيد لكلب مسعور". ونددت صحيفة جونغانغ ايلبو ب"هجوم كوري شمالي عشوائي" ودعت بدورها الى "الرد بحزم" محذرة من ان "شبه الجزيرة الكورية تشتعل. لا يمكننا اطلاقا القبول بهجوم على مدنيين". ولفتت الصحف الى ان القصف تلى الكشف عن مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية. ورات صحيفة جونغانغ دايلي الناطقة بالانكليزية ان "التحريض الكوري الشمالي يتخطى المعقول. وهذا العدوان في وقت لا تزال ذكريات الحرب الكورية ماثلة في اذهاننا، يؤكد مرة جديدة الواقع المرير بان مثل هذه الماساة يمكن ان تتكرر في اي وقت". وكتبت ان "هذا الهجوم يندرج على ما يبدو ضمن الاستراتيجية الرامية الى تشديد قبضة القادة الكوريين الشماليين على البلاد تمهيدا لوصول كيم جونغ اون بنجاح الى السلطة" في اشارة الى اصغر ابناء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي يرجح ان يخلف والده. ورأت الصحيفة ان "على سيول ان تستعد لاعمال استفزازية اخرى من الشمال، بما فيها تجربة نووية ثالثة، حيث تقوم بيونغ يانغ بتعزيز نفوذ كيم جونغ اون وتعد للذكرى المئوية في العام 2012 لولادة مؤسس النظام كيم ايل سونغ" والد كيم جونغ ايل.