تخوض القوات العراقية معارك وصفت بأنها «الأعنف» وتتقدم ببطء في عمق الموصل لطرد «داعش» الذي يعتمد سياسة الأرض المحروقة، حيث مجمع المباني الحكومية، فيما أكد قادة عسكريون استعادة أحد الأحياء وقرب السيطرة على جسر استراتيجي. ويدور القتال في حيي «الدواسة» و «الدندان» المحاذيين لضفة نهر دجلة الفاصل بين الجسرين الرابع الذي تسيطر عليه الشرطة الاتحادية وجسر الحرية في اتجاه مشارف المدينة القديمة، فيما تتقدم قوات مكافحة الإرهاب من جهة الأحياء الغربية. وأفادت مصادر أمنية أن التحالف الدولي «قدم إلى القوات المهاجمة دعماً كبيراً، من خلال القصف الجوي ومشاركة غير مسبوقة لمروحيات أباتشي، إلى جانب دعم أرضي بالمدفعية الثقيلة وقوات خاصة ومستشارين عسكريين يقدمون الدعم في الخطوط الأمامية». ومع احتدام المعارك حذرت منظمات حقوقية من حصول «كارثة إنسانية» بعد تزايد موجات النزوح، وسط شح في المساعدات والمؤن، وقال فارون من مناطق القتال إنهم «اضطروا إلى الهرب فور انتشار أنباء عن نية داعش استخدام أسلحة كيماوية»، وذلك بعد يومين على تأكيد تقرير دولي تعرض أطفال لإصابات بالغازات السامة. وأضافوا أن عشرات المدنيين يسقطون ضحايا القصف، وهناك من أصبح تحت ركام البيوت والمباني، بينما يلجأ «داعش» إلى سياسة الأرض المحروقة، ويجبر السكان على وضع سياراتهم سواتر لمنع الجيش من التقدم، أو يحرقها محدثاً دخاناً كثيفاً لإرباك الطائرات، كما يقدم على قتل كل شخص يحاول الفرار في اتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش. وأكد ضابط في الشرطة الاتحادية ل «الحياة» أن «عناصر التنظيم يبدون مقاومة شرسة، معتمدين على شبكة أنفاق معقدة لمنع القوات من السيطرة على المدينة القديمة لما تحمله من رمزية وموقع استراتيجي بعدما خسر ثلاثة أرباع مواقعه، حيث الجامع الكبير الذي أعلن من على منبره أبو بكر البغدادي الموصل عاصمة للخلافة، إلى جانب المباني الحكومية الرئيسة». وأعلن قائد حملة استعادة الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان أمس، أن «جهاز مكافحة الإرهاب حرر حي الصمود بالكامل، وباشر اقتحام حي المنصور من جهة المحور الغربي». إلى ذلك، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت: «نتقدم من محاور عدة نحو المجمع الحكومي، ونخوض معارك في معقل التنظيم في حيي الدندان والدواسة، ودفعنا بقوات من فرقة النخبة إلى حي العكيدات»، وأكد «قتل 64 إرهابياً بينهم عشرة انتحاريين بأحزمة ناسفة، بعد تدمير خط الصد الأول للعدو وتم التوغل في عمق المنطقة ومحاصرة مجمع المباني الحكومية، على رغم شراسة القتال». وأعلن سلاح الجو العراقي «قتل أكثر من 60 إرهابياً في قصف استهدف مواقعهم في حي الدواسة». وكشف الخبير الأمني هشام الهاشمي أمس أن «القوات العراقية تخوض حرباً في الشوارع المغلقة، مواجِهة مقاومة شرسة من الإرهابيين»، وأضاف: «إننا ندرك معادلة القوة المهاجمة مقابل القوة المدافعة، أي إن لم نكن حذرين وبطيئي التقدم علينا أن نتحمل حتمية خسارة 3 مهاجمين مقابل مدافع واحد».