مضى عامان ومازالت «عاصفة الحزم» تسطر بطولاتها، وانتصاراتها التي تمحو ظلم المعتدي، عامان وقوات التحالف صامدة متكاتفة متآخية بروح في جسد واحد، عامان والجندي في ثغره بين حر وبرد تحت الرصاص يسطر أروع البطولات بكل فخر واعتزاز، عامان فاز خلالهما من فاز من جنودنا بالشهادة، وجرح وأصيب عدد من الأبطال، وأمامهم النصر. في آذار (مارس) 2015 أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، ببدء عملية «عاصفة الحزم» ضد ميليشيات الحوثيين باليمن، بعد طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التدخل لمساندة الشرعية الدستورية، وإنهاء الانقلاب والتمرد المسلح الذي قام به تحالف الحوثي. وتبع قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز مشاركة عدد من الدول العربية بقوات برية وجوية، وتقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للتحالف العربي الذي تقوده المملكة، وأكد خادم الحرمين الشريفين أن «عاصفة الحزم» ستسهم في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم أجمع، مجدداً تأكيد أن المملكة تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره. وبعد أشهر من انطلاق أولى طائرات عاصفة الحزم عاد الرئيس اليمني وحكومته الشرعية إلى اليمن، بعد أن نجح التحالف العربي، الذي تقوده المملكة لإنقاذ جارتها من عصابات الحوثي وميليشيات صالح، ودحر المتمردين. إذ استطاعت «عاصفة الحزم»، بقيادة السعودية، تحقيق عدد من الأهداف، التي رسمت لها، كقطع الإمدادات عن التحركات الحوثية في عدد من المدن، والقضاء على مخازن السلاح، يضاف إلى تحقيق عملية التحالف أيضا نتائج سياسية أهمها القرار الأممي 2216 في شأن اليمن الصادر عن مجلس الأمن الدولي، إذ تقبض «عاصفة الحزم» بيد من حديد على التحالف القائم بين الحوثي وصالح، مع التأكيد أن هدف التحالف الأول هو إعادة العقل للمغامرين، وإخراج المنتقم من المعادلة القائمة على أرض اليمن. حيث يبقى «لليمن» عمقه الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي، إذ إن النجاحات كانت حليفة لعاصفة الحزم، سواء من الجانب السياسي أم العسكري. واستمرت المملكة وحكومتها في دعم اليمن عسكرياً وسياسياً وإنسانياً، إذ أنشئ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في ال13 من أيار (مايو) 2015 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأعلن تخصيص بليون ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز. وانقسمت إغاثة الشعب اليمني إلى 4 مراحل، شملت المرحلة الأولى 36 شاحنة و30 طناً من الوقود و350 طناً من المواد الغذائية والطبية والعلاجية، فيما شملت الثانية 130 ألف سلة غذائية تستهدف 100 ألف أسرة، وضمت المرحلة الثالثة 130 ألف سلة غذائية تستهدف 100 ألف أسرة، أما المرحلة الرابعة فشملت أكثر من 100 ألف سلة غذائية، مع الدعم المتصل طوال السنتين للشعب اليمني.