لن يتمتّع جمهور الفنان الإسباني بابلو بيكاسو برؤية لوحته المشهورة «بورتريه لامرأة» الآتية من هولندا. فقد كان مقرراً في الثاني عشر من الشهر الماضي أن تعرض هذه اللوحة في رام الله، لكن «نظراً للظروف والتعقيدات التي تحيط بالمشروع وبعملية نقل اللوحة وعرضها لأول مرة في فلسطين، تأجل الموضوع»، كما قال الفنان الفلسطيني خالد الحوراني، صاحب الفكرة . لكن حوراني أكد أن العمل ما زال مستمراً لعرض اللوحة لاحقاً. وجاء في بيان صادر عن إدارة المشروع: على رغم استمرار التحضيرات في فلسطينوهولندا، الا ان الريح سارت بعكس ما تشتهي السفن، حيث لا ميناء.. لا دولة.. لا متحف .. لا مطار .. ولا استقلال في فلسطين». وأضاف البيان: «قررت كل من الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين ومتحف «فان آب» في هولندا، تأجيل عرض اللوحة على أن تستمرّ التحضيرات وتذليل العقبات، حتى وصول اللوحة الى رام الله وعرضها على الجمهور الفلسطيني». وسيعلن في وقت لاحق عن الموعد الجديد . ويوضح حوراني المدير الفني للأكاديمية القائمة على المشروع بالتعاون مع متحف «فان آب» أن «التأجيل قُرر لنتغلب على بعض الصعاب التي لم تحل بعد. ونتوقع أن ننجح في استقدام اللوحة في ربيع العام 2011. وكشف الحوراني عن أن زيارة أعمال بيكاسو إلى فلسطين، لن تقتصر على عرض هذه اللوحة فحسب، حيث سيكون هناك معرض فني في القدس يوثق لمراسلات المشروع، وصور من مختلف مراحله، ومواد أخرى مرتبطة بالمشروع. كما سيتم عرض أفلام عن بيكاسو، وسلسلة محاضرات لفنانين وخبراء من فلسطين والعالم، كما سيتم استقدام خبراء ونقاد وفنانين في العالم، ليس لمشاهدة أصغر معرض لبيكاسو في العالم، بل للتفاعل مع الحياة الفلسطينية بشكل مباشر. وأشار الحوراني إلى أن غرفة داخل مبنى الأكاديمية في رام الله، ستكون المتحف الأصغر في العالم ربما، أهّلت لاستقبال اللوحة طوال مدة إقامتها في فلسطين، سواء من حيث نسبة الرطوبة، والضوء، والعزل الحراري، وغير ذلك من الشروط اللازمة لاستقبال لوحة كهذه. ويؤكد الحوراني: الهدف من المشروع هو فحص الطريق من هولندا إلى رام الله، وماذا على الفلسطينيين فعله لو أرادوا استقدام لوحة ثمينة كهذه وهذا ما لا تتضمنه اتفاقيات أوسلو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الإطلاق. ويضيف: هو مشروع فني أكثر من كونه مجرد عرض للوحة، فهو يفحص ويوثق للمعوقات التي ترافق وصول اللوحة إلى فلسطين، ومكوثها، وحتى عودتها إلى هولندا، ولذلك أقوم برفقة المخرج رشيد مشهراوي بتوثيق المشروع في فيلم يرصد كل مراحله. وشدد الحوراني، وهو ما سبق وأكد عليه مراراً بأن «وصول لوحة بيكاسو إلى رام الله لن تحرر فلسطين، لكن عبر هذا المشروع سنسلط الضوء على الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني... من حقنا أن نعيش كبقية الشعوب، وأن نشاركها تراثها الإنساني والفني كاملاً، ومن بينها استقبال اللوحات الفنية العالمية، كما أن هذه المبادرة «فيها تحد» للمؤسسة الفنية والثقافية الفلسطينية، والمجتمع بأسره».