أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة «بلوس جينيتيكس» العلمية الأميركية أن التدهور الكبير في أعداد فيلة الماموث الصوفي تسبب في تغيرات جينية مدمرة، أدت إلى زوال آخر هذه الحيوانات الموجودة في جزيرة بالمحيط المتجمد الشمالي قبل 3700 سنة. وأوضح الباحثون أن هذه الحيوانات كانت ضحية الاحترار المناخي بعد العصر الجليدي الأخير، أي قبل 75 ألف سنة إلى 12 ألف سنة، فقاموا بمقارنة بين مجين ماموث قاري يعود إلى 45 ألف سنة ومجين حيوان من النوع ذاته كان يعيش قبل 4300 سنة في جزيرة رانغل الصغيرة. واكتشفوا أن مجين أحد فيلة الماموث هذه راكم تغييرات جينية سلبية عدة، فقد فقدت هذه الحيوانات عدداً كبيراً من مستقبلات الشم بما يسمح برصد الروائح. ومنحت هذه المقارنة للباحثين فرصة نادرة من نوعها لمعرفة ما يحصل للتركيبة الوراثية عند تقلص أعداد أفراد جنس معين وبنسبة كبيرة. وخلص الباحثون إلى أن الفروق بين مجيني فيلة الماموت كانت كبيرة لدرجة لا يمكن تفسيرها بعوامل أخرى، إلا أن هذه النتائج تعزز نظرية قيد المناقشة منذ عقود التي تُفيد بأن التراجع الكبير في أعداد أفراد فصيلة سيؤدي إلى تكاثر التغيرات الجينية المضرة. يُذكر أن فيلة الماموث هي من أكثر الحيوانات العاشبة في أميركا الشمالية وسيبيريا، حتى انقراضها على الأراضي القارية قبل حوالى 10 آلاف سنة.