قال تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» أمس إن المحاولة الإرهابية الفاشلة لإرسال طرود بريدية ملغومة من اليمن إلى الولاياتالمتحدة لم تكلف التنظيم الإرهابي سوى 4200 دولار (15750 ريالاً سعودياً). وأعلن في مجلته الإلكترونية باللغة الإنكليزية (انسباير) أن المحاولة التي أطلق عليها «عملية النزف» نجحت في تحقيق أهدافها. وأشار إلى أن «القاعدة» غيرت استراتيجيتها من شن هجمات ضخمة على شاكلة ما حدث في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بسبب الهلع الأمني، إلى «هجمات أصغر يشارك فيها عدد أقل من اللاعبين ويستغرق شنها وقتاً أقل». وعلّق رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن على إعلان التنظيم، معتبراً أنه يشكّل تهديداً «كبيراً» للولايات المتحدة، وأصبح أكثر خطورة مما كان عليه قبل سنتين. وقال لشبكة «سي أن أن» الأميركية: «ذراع تنظيم القاعدة هذا فتاك جداً، وأصدق ما يقولونه» في شأن سعيهم الى مهاجمة الولاياتالمتحدة. ووصفت «القاعدة» استراتيجيتها الهجومية الجديدة ب «استراتيجية الألف جرح». وقالت إن الهدف منها «جعل العدو ينزف حتى الموت». وكرست العدد الجديد من مجلتها الإلكترونية للمحاولة المذكورة. وذكرت أن هدفها من ذلك هو «إشاعة الفكرة على المجاهدين في أنحاء العالم وتوسيع نطاق العملية لتشمل الطائرات المدنية وطائرات الشحن في الغرب». وأشارت «القاعدة» في مقال يحمل توقيع «رئيس العمليات الخارجية» إلى أنها استهدفت طائرات الشحن لأنها صناعة تدر بلايين الدولارات، ولأنها لا تحمل عادة سوى قائدها ومساعده فإنها استهدفت لإحداث أقل قدر من الخسائر البشرية وأكبر قدر من الخسائر بالاقتصاد الأميركي. وكررت ادعاءها بأنها أسقطت طائرة شحن تابعة لشركة «يو بي أس» للشحن الجوي قرب مطار دبي في سبتمبر الماضي، واعتبرت ذلك «تجربة ناجحة» لاستراتيجيتها الهجومية الجديدة. وأوضح «مدير العمليات الخارجية» أن التنظيم ظل يدرس سبل إسقاط الطائرات بعد إحباط محاولة النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب لنسف طائرة أميركية فوق أجواء ديترويت نهاية العام 2009. وقال إن الأمر تطلب درساً وبحثاً في أنظمة أمن المطارات وأجهزة الفحص بالأشعة السينية والماسحات الضوئية التي تكشف الجسد بأكمله، وانتهى الأمر بتوصل «القاعدة» إلى صنع قنبلة يمكنها أن تمر عبر أحدث جهاز للكشف. وأضاف أن «القاعدة» تعمدت إرسال الطردين إلى كنيسين يهوديين في مسقط رأس الرئيس باراك أوباما، شيكاغو. وكشف أن التنظيم من شدة تفاؤله بنجاح «عملية النزف» حشر في أحد الطردين الملغومين رواية «توقعات كبيرة» للكاتب الإنكليزي تشارلز ديكينز. وذكرت مجلة «إنسباير» في مقال لمنظر التنظيم إبراهيم البنا أن «عملية النزف» جاءت رداً على «عدوان الصليبيين على المسلمين في أفغانستان والعراق والصومال والمغرب والشيشان والجزيرة العربية، ورداً على التأييد المتواصل لليهود الذين غزوا القدس ويحاصرون غزة». وأوردت المجلة مقالاً لعنصر اسمه «عكرمة المهاجر» وذكر أنه من «شعبة المتفجرات»، أوضح فيه التفاصيل الفنية للطرود الملغومة. وأشار إلى أن العملية الفاشلة لم تكلف سوى جهازي هاتف طراز نوكيا سعر كل منهما 150 دولاراً، وطابعتين من طراز «اتش بي» كل منهما ب 300 دولار. وبإضافة كلفة الشحن الجوي والنقل تصل قيمة الفاتورة الكلية إلى 4200 دولار. وأضاف أن تخطيط العملية استغرق ثلاثة أشهر فقط. وزعم أن العملية على رغم إحباطها ستكلف أميركا والدول الغربية بلايين الدولارات التي ستنفق على تشديد التدابير الأمنية. وذكر أن العملية قام بها فريق من ستة عناصر. في غضون ذلك، أكدت وزارة النقل الأميركية أمس «صحة زعم» «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة ب «القاعدة»، ان انتحارياً هاجم ناقلة نفط يابانية في مضيق هرمز في تموز (يوليو) الماضي. وأصدرت الوزارة مذكرة اشارت الى ان «كتائب عبد الله عزام ما زالت نشطة، ويمكن ان تنفذ مزيداً من الهجمات على سفن في مضيق هرمز وجنوب الخليج العربي وغرب خليج عمان». ودعت السفن في هذه المناطق الى «إبداء حذر وحيطة زائدين» خلال الليل، والتنبه خصوصاً الى نشاطات السفن الأقل حجماً.