عدن- ا ف ب -تنطلق اليوم (الاثنين )في اليمن وللمرة الأولى في تاريخه دورة كأس الخليج لكرة القدم بعد مخاض عسير وتساؤلات كثيرة حول إقامتها في موعدها أو تأجيلها بسبب الأوضاع الأمنية في محافظتي عدن وابين حيث تقام المنافسات. بقيت السلطات اليمنية مصرة على إقامة الدورة في موعدها وأعلنت عن خطة أمنية لا سابق لها لدورة رياضية في المنطقة الخليجية قوامها 30 ألف جندي بإشراف مباشر من الرئيس اليمني علي عبدالله الصالح، على رغم التفجيرات من حين إلى آخر ومنها في منشآت رياضية، والتحذيرات التي أطلقها الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال في جنوب البلاد وتهديده «ببرنامج احتجاجي» مع انطلاق البطولة. انطلقت دورة كأس الخليج من البحرين عام 1970، وهي من الدورات المحببة لدى دول المنطقة وتحظى بشعبية كبيرة، ويستضيفها اليمن للمرة الأولى بعد أن كان منتخبه انضم إلى منافساتها في النسخة السادسة عشرة في الكويت عام 2003. شكلت الدورة الانطلاقة الفعلية لكرة القدم في دول مجلس التعاون الخليجي، بدءاً من المنشآت الرياضية التي شيدت خصيصاً لاستضافتها وصولاً إلى أجيال من اللاعبين الموهوبين الذين لمعوا لاحقاً في المحافل الآسيوية وقادوا منتخباتهم للتأهل إلى نهائيات كأس العالم. تشارك في «خليجي 20» ثمانية منتخبات وزعت بموجب القرعة على مجموعتين، تضم الأولى اليمن والسعودية والكويت قطر، والثانية عمان حاملة اللقب والإمارات والبحرين والعراق. استحوذت الدورة على الاهتمام في دول مجلس التعاون الخليجي في الأيام والأسابيع الماضية، وقد انتقل الرئيس اليمني شخصياً إلى عدن وابين للإشراف على اللمسات الأخيرة لانطلاقها، وزار بعض المرافق منها ملعب ابين الذي يتسع لأكثر من 23 ألف متفرج. أشاد الرئيس اليمني في تصريحات صحافية «بهذا المنجز الرياضي الكبير الذي تحقق لأبناء محافظة ابين وللشباب الرياضي اليمني بصفة عامة والذي يأتي في إطار تلك المنجزات التي تحققت للمحافظة والوطن». وأثنى أيضاً «على كل الجهود التي بذلت لإنجاز الملعب وكافة المنشآت والمشاريع المرتبطة ب «خليجي 20» في محافظات عدن وابين ولحج»، مشيراً إلى «ضرورة الاهتمام بهذه المنشآت العملاقة ووضع الخطط الكفيلة بالحفاظ عليها وصيانتها وديمومة الاستفادة منها لخدمة الحركة الرياضية في اليمن». وأكد علي عبدالله صالح أيضاً «على ضرورة تضافر الجهود كافة من أجل إنجاح فعالية «خليجي 20» وجعلها مناسبة لإظهار الوجه الحضاري الزاهي لليمن». وتحدث عن الخطة الأمنية فأشاد «بالجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية والعسكرية في أداء واجبها من أجل إجراء البطولة في أجواء مطمئنة وسكينة عامة». واجه اليمن في الفترة الماضية تحديات صعبة في إعداده لاستضافة الدورة أبرزها في الجانب الأمني الذي دفع بوزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تشكيل لجنة أمنية مكونة من 8 أشخاص يمثلون الدول المشاركة في البطولة لمعاينة الأوضاع الأمنية في عدن وابين والجلوس مع المسؤوليين اليمنيين وسط تكتم شديد من الجانبين. وردت تقارير إعلامية كثيرة استناداً إلى مصادر مختلفة «عن توجه لدى اللجنة لطلب التأجيل»، لكن القرار اليمني كان حاسماً بإقامتها في موعدها. وقد شهد الإعداد للدورة خلال أكثر من شهرين نقاشاً واسعاً بين رؤساء وأمناء سر الاتحادات الخليجية وزيارات عدة لتفقد الملاعب والفنادق نتيجة عدم جاهزية هذه المنشآت تماماً، ودعت الكويت إلى عقد اجتماع استثنائي لرؤساء الاتحادات قبيل إقامة القرعة بيومين في عدن لكن النصاب لم يكتمل لعقده فأجريت القرعة وبدأ العد العكسي للدورة. كثفت السلطات اليمنية إجراءاتها لحماية البطولة وأعلن رئيس اللجنة الأمنية فيها اللواء الركن صالح الزوعري مراراً تفاصيل الخطة الأمنية وأبرز نقاطها «وضع ستة أحزمة أمنية تفصل بين الملاعب الرياضية وبين المحافظات»، مبيناً أن «الحزام الأمني الأول يبدأ في محافظة لحج مروراً بمحافظتي عدن وأبين». وقد شهدت عدن وابين قبل فترة تفجيرات وأحداث شغب طالت منشآت رياضية خاصة بالبطولة، ما أدى إلى انتشار أمني كثيف وإجراءات احترازية تحسباً لوقوع أي أحداث أخرى. لكن وزير السياحة اليمني وعضو اللجنة المنظمة للبطولة نبيل الفقيه أكد «عدم وجود أي إشكالية فيما يتعلق بمسألة الإيواء وأن الجماهير الخليجية لن تواجه أي معوقات في هذا الجانب». وأوضح أيضاً «أن عدد الفنادق المخصصة للبطولة 115 فندقاً، وقد تم تخصيص 400 غرفة للبعثات الرياضية بما فيها بعثة المنتخب اليمني، و400 غرفة أخرى لكبار الضيوف الخليجيين». وأعلنت اللجنة المنظمة قبل أيام أن أعداداً كبيرة من المشجعين الخليجيين دخلوا إلى اليمن، إذ تتوقع مصادر سياحية يمنية حضور آلاف منهم. واكد نائب مدير السياحة في مدينة عدن جعفر أبو بكر جعفر ل «فرانس برس» أن نسبة الحجز في فنادق المدينة بلغت 100%، لافتاً إلى استعداد أكثر من 170 منشأة سياحية فندقية ومطاعم ومنتزهات لهذا الحدث الرياضي.