مسلسل الشتائم المتصاعد في برنامج «ديو المشاهير»، تستشف منه أزمة في أجواء «ال بي سي». والإثارة المجانية التي تتواصل فصولها حلقة بعد حلقة تُعزز هذا الاقتناع. في البداية، بدا غريباً التراشق اللفظي بين مدرب الرياضة جورج عساف الذي يشارك في اختبار الغناء والصحافية عضو لجنة تحكيم البرنامج جومانا حداد. واعتبر كثر ان في الأمر لعبة ما متفقاً عليها سلفاً لاستقطاب الجمهور، خصوصاً ان المشاهد العربي لم يعتد مثل هذه المواجهات... ثم زادت الامور عن حدها، ووصلت الى درجة نصح فيها المشترك المشاكس جورج عساف أعضاء اللجنة جميعاً بالذهاب الى طبيب نفسي. هنا، لم تعد اللعبة مثيرة أو مسلية أو تخدم المحطة طالما انها تصل الى هدفها في تحويل الأنظار الى البرنامج، إنما أضحت استفزازية... خصوصاً بالنسبة الى جيل تربى على مسرحيات وألحان واغاني عضو لجنة التحكيم روميو لحود، ويحفظ عن ظهر قلب إرث الرحابنة الذين ينتمي إليهم المخرج مروان الرحباني الذي يشاركه في التحكيم، من دون ان ننسى جمهور صحيفة «النهار» التي تعمل في صفوفها حداد والأخيرة نالت النصيب الأكبر من الشتائم. إن لم يكن الأمر أكثر من لعبة، لا يصح اللعب مع قامات فنية بهذا المستوى... وإن كان حقيقة، هنا، لا بدّ ان تضع «ال بي سي» حداً لهذه المهزلة، حفاظاً على تاريخها التلفزيوني والتقاليد التي رسّختها طوال أكثر من عقدين من الزمن... فهذه المحطة التي أضحت مدرسة لقنوات لبنانية وعربية، تدرك جيداً ان ليس بالإثارة المجانية تستعيد ألقها، إنما بأفكار وبرامج من طينة «ديو المشاهير» نفسه، الذي يحمل سرّ نجاحه في طياته، من دون حاجة الى توابل... فإضافة الى الهدف النبيل الذي يحمله البرنامج لجهة مساعدة مؤسسة خيرية بمبالغ مادية تتضاعف حلقة بعد حلقة، يكفيه النجاح الذي تحققه الوقفات الغنائية التي تجمع بين نجوم لا علاقة لهم بالغناء ونجوم الصف الاول على الساحة الفنية... كما يكفيه اكتشاف الجمهور اللبناني، مثلاً، صوت الممثلة نادين الراسي المميز، أو صوت ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا، أو اكتشاف الجمهور المصري صوت مقدم البرامج أمير كرارة... وثلاثتهم يتفوقون على كثير من نجوم الغناء في العالم العربي اليوم. المهزلة التي نتابع فصولها على شاشة «ال بي سي»، تذكر بمهزلة سبقتها اليها شاشة «المستقبل» من خلال برنامج «سوبر ستار» والحلقات الخاصة بالضحك على المشتركين. يومها كانت الطلقات النارية تُصوّب من جهة لجنة التحكيم نحو مشتركين «بهلوانيين»، عرتهم الكاميرا ولم ترحمهم اللجنة. أما اليوم فالمشكلة مضاعفة، لأن النار تطلق على الجبهتين، و«ال بي سي» أخذت دور الطابور الخامس... حتى إشعار آخر.