عاد الرئيس جورج بوش الابن إلى الواجهة من الباب الذي خرج منه... فأطلق رصاص اتهامات وزّعها هنا وهناك تجاوزت العرب إلى الأوروبيين ليكمل ما بدأه. والهدف إزاحة مسؤولية قرار غزو العراق عن كاهله، وهي مسؤولية ستلاحقه مثل كابوس مرعب، ومع أن إشعال شرارة الحرب واحتضانها تَمَّ عجنُها وخبزها وتسويقها في مطابخ السياسة الأميركية - البريطانية، وشاهد العالم أجمع ذلك الحِرص البغيض على الحرب، إلى درجة خلطه بالمعتقدات والسلام والديموقراطية، على رغم هذا يريد بوش الابن بعد خروجه من الساحة الهرب من المسؤولية، والقاء التهم في مذكراته هنا وهناك. أفضل تشخيص لحالة الرئيس بوش الابن ما ذكره المتحدث باسم المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر عندما قال: «لاحظنا أن مستوى ذكاء الرئيس السابق لأهم دولة في العالم منخفض إلى حد بعيد، لذا كان من الصعب التفاهم معه». والتشخيص هنا يحمل الختم الألماني، والألمان معروفون بدقتهم، وحينما يكون رئيس أهم دولة في العالم «بذكاء منخفض إلى حد بعيد» إلى درجة صعوبة التفاهم معه - والوصف ديبلوماسي-، ولا يعني سوى الغباء أو مستوى عالٍ من الغباء، يعمّ بضرره الجميع تقريباً، وهو تسلط على المنطقة العربية مختاراً العراق نسفاً وحرقاً. بوش الابن اتهم شرودر بأنه دعمه لغزو العراق ثم تخلى عنه، وردَّ الأخير بأن هذا كذب، ولم يحدث. لا يمكن مقارنة مصداقية شرودر بغباء بوش الابن، فالغبي يصدّق نفسه، وكل ما يسمع يعالجه رأسه ليتوافق مع مراده، فإذا توافرت له سلطة مثل سلطات رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية فلا بد من أن تقع كارثة، وبوش الابن عند غزوه العراق أعلن، أو كاد يعلن، أنه رسول العناية الإلهية، وكان من المنتظر دخوله المصحة النفسية حينذاك. أيا كان الحد الذي يصل إليه انخفاض ذكاء بوش الابن، حتى لو نزل تحت مستوى سطح الأرض، فهو لن يُخْليه من مسؤولية كوارث ما زالت تشتعل. غزو العراق كان مركز دائرة الهجوم على الإسلام والمسلمين، وما زالت الحرائق مستمرة فيه وفي أفغانستان. رئيس منخفض الذكاء إلى حد بعيد، لم يساعده للوصول إلى هذا المقام إلا مستفيد، مثلما يحدث في كل جريمة. www.asuwayed.com