لم تشهد قرية الغجر أي تغيرات غداة القرار الاسرائيلي الانسحاب من شمالها تمهيداً لتسليمه الى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، تنفيذاً للقرار الدولي 1701. وتجولت دورية اسرائيلية في الجزء المحتل من الاراضي المحيطة ببلدة العباسية القريبة من الغجر، ودورية للمخابرات الاسرائيلية بين منازل البلدة، كذلك تحركت دورية اسبانية في محيط الجزء الشمالي للغجر. وبقي المعسكر الاسرائيلي شمال البلدة قائماً، بحسب ما افاد مصدر امني لبناني الى وكالة «الانباء المركزية»، وكذلك السياج المعدني حول البلدة والكاميرات لا تزال مثبّتة عليه. وقال المصدر الأمني: «ان لبنان يرحب بالانسحاب الاسرائيلي من الغجر، لكنه يرفض أن يكون انسحاباً مشروطاً». ولفت الى «أن اسرائيل تشترط للانسحاب ان تتسلم يونيفيل الشطر الشمالي، وألا يدخل الجيش اللبناني اليه، وهو أمر يرفضه لبنان، الذي يصرّ على أن كل شبر من الأراضي اللبنانية يجب أن يعود الى السيادة اللبنانية، وعلى تحرير سكانه من القوانين المدنية الاسرائيلية». وقال المصدر: «إن السيناريو الاسرائيلي ينص على أن يواصل سكان الشطر الشمالي للغجر أعمالهم داخل اسرائيل، وهذا ما لا يقبل به لبنان أبداً، وعلى أن يبقى الشأن الإداري للشطر اللبناني في يد الاسرائيليين، بحجّة أن الدولة اللبنانية لن تسمح للسكان بالعمل داخل الأراضي اللبنانية لأنهم يحملون الهوية الاسرائيلية». وحسب المصدر، أوصت الشروط الاسرائيلية أيضاً «بالإبقاء على العلاقات الاجتماعية بين سكان الشطرين، بحجة أنهم عائلة واحدة»، مؤكداً أن «اسرائيل لا ترغب في ان يتسلم الشطر الشمالي بعد الانسحاب منه نحو 155 عنصراً من القوات الاسبانية والفرنسية والايطالية العاملة في «يونيفيل»، وأن تقيم «يونيفيل» سياجاً شائكاً بين الشطرين، والمرابطة على البوابة في الساحة العامة للبلدة التي يشطرها الخط الأزرق للسماح لسكان الشطر الشمالي اللبناني من الدخول والخروج عبرها الى الشطر الجنوبي السوري حيث الجامع والمقبرة والمدرسة». واشار الى ان «التنسيق قائم حتى الآن بين «يونيفيل» واسرائيل من دون أن يصدر عن الدولة اللبنانية أي موقف رسمي سلباً أو ايجاباً من هذه الشروط».