حذّر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من «الحملات التي تواجه الإسلام وتحاول النيل من وسطيته وسماحته»، مؤكداً أن «المملكة حريصة على تقديم كل ما في وسعها لخدمة الإسلام، والتواصل مع المسلمين في أنحاء المعمورة كافة». وقال في كلمة، خلال استقباله في مقر إقامته في كوالالمبور أمس، المفتين في الولايات الماليزية وعدداً من كبار الشخصيات الإسلامية، إن «التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي تتطلب المزيد من التعاون والتضامن بين الدول والشعوب الإسلامية». وتطرق إلى «ما يواجهه الإسلام من حملات تحاول النيل من وسطيته وسماحته»، مؤكداً «أهمية التعريف بنهج الإسلام الداعي إلى التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب بكل أشكاله». وألقى مفتي الولاية الفيديرالية الدكتور ذو الكفل بن محمد البكري كلمة أعرب فيها عن سعادته بزيارة خادم الحرمين الشريفين، مقدماً إليه باسمه واسم «الجميع الشكر على جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، والدفاع عن الأمة، وخدمة الحرمين الشريفين». وقال خلال استقباله نخبة من الطلبة السعوديين المبتعثين إلى ماليزيا والطلبة الماليزيين خريجي الجامعات السعودية إن «من خدم بلاده والحرمين الشريفين يخدم الإسلام والمسلمين»، وأضاف: «أنا سعيد أن أراكم، وأوصيكم بأن تدرسوا دراسة كاملة، ويجب أن تعرفوا أنكم من بلاد قبلة المسلمين، وتكونوا قدوة جيدة لمن يراكم في هذه البلاد. إن شاء الله تكونون عند حسن الظن وتخدمون بلادكم، ومن خدم بلاده والحرمين الشريفين يخدم الإسلام والمسلمين، وأرجو لكم التوفيق إن شاء الله». كما ألقى الملحق الثقافي الدكتور زايد الحارثي كلمة، باسم الطلاب «شاكراً خادم الحرمين نظير ما يحظى به الطلبة من اهتمام ورعاية». من جهة أخرى، قال الوزير الماليزي الداتؤ جميل خير حاجي باهروم إن بلاده والمملكة العربية السعودية «ستتعاونان في شكل أوثق في معالجة سوء استخدام الدين الإسلامي، التي قد تؤدي إلى الأنشطة الإرهابية والتعاليم المنحرفة». وأضاف أن «هذا التعاون سيتم تحقيقه من خلال التوقيع على الاتفاق بين ماليزيا والسعودية في وقت قريب»، لافتاً إلى أن الرياض «ستقوم بإعداد مذكرة تفاهم حول التعاون في الشؤون الإسلامية، لأنه في هذا الوقت كثرت حالات إساءة استخدام الدين، مثل داعش، والأمور المتعلقة بالتعاليم المنحرفة»، متابعاً «علينا أن نتعاون في شكل أوثق من أجل معالجة هذه القضايا التي ستضر بالمسلمين». وكان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، والوزير في رئاسة مجلس الوزراء الماليزي المسؤول عن الشؤون الدينية الداتؤ جميل خير حاجي باهروم، عقدا في كوالالمبور أمس (الثلثاء) جلسة محادثات تناولت أوجه التعاون بين المملكة العربية السعودية وماليزيا في مجالات العمل الإسلامي، وبخاصة ما يتصل بشؤون الدعوة إلى الله، وإبراز الصورة الحقيقية الناصعة لتعاليم الإسلام السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال، والتصدي للأنشطة الإرهابية والأفكار المنحرفة.