توصل باحثون كنديون من خلال دراسة جديدة إلى أن التحفيز العميق للدماغ وزرع أقطاب كهربائية بداخله، يمكن أن يكون وسيلة جديدة لعلاج فقدان الشهية العصبي. وذكر موقع «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن العلماء أجروا الدراسة على 16 شخصاً مصابين بفقدان شهية عصبي حاد، وتوصلوا إلى أن هذا العلاج ساعد في تقليل الاكتئاب والتوتر، وأدى في بعض الحالات إلى زيادة الوزن. وشملت الدراسة عدداً من النساء، تتراوح أعمارهن بين 21 و57 عاماً، ويعانين فقدان الشهية لمدة 18 عاماً في المتوسط، وحاولن استخدام جميع طرق العلاج الأخرى المتاحة. وعانت هؤلاء النساء من فقدان حاد للوزن، وقال الباحثون إن بعضهن يواجهن خطر الموت المبكر بسبب هذا المرض. وفي بداية الدراسة، وُضعت أقطاب كهربية في مناطق محددة من المخ يعتقد أن لها صلة بفقدان الشهية، وفي غضون أشهر قليلة، شعر بعض المرضى بتحسن في أعراض الاكتئاب والتوتر وبعد مرور 12 شهراً، زاد وزن بعضاً من المرضى. وزاد متوسط مؤشر كتلة الجسم لأفراد هذه المجموعة من 13.8 إلى 17.3 نقطة. ودرس الباحثون أشعة المسح الدماغي قبل وبعد عام من التحفيز الكهربي، وتوصلوا إلى حدوث تغييرات مستمرة في المناطق التي لها صلة بفقدان الشهية. وقال جراح الأعصاب في مركز «سونيبروك للعلوم الصحية»، نير لبسمان إنه «لا يوجد علاج فاعل للأشخاص ممن يعانون فقدان الشهية العصبي لفترة طويلة، وهؤلاء الأشخاص الأكثر سقماً وعرضة للوفاة جراء المرض». وأضاف لبسمان: «البحث الذي أجريناه يعتبر من اول الاستراتيجيات التي تعتمد على الدماغ. وأظهر أنه يساعد في علاج فقدان الشهية المزمن». وتابع: «آمل أن نصبح قادرين من خلال هذا البحث على ترسيخ الفكرة بأن فقدان الشهية هو مرض مرتبط بالدماغ، وليس أمراً يتعلق بالشخصية أو خيارات نمط الحياة». وأظهرت التجربة إصابة أحد المرضى بنوبات صرع لشهور عدة بعد زرع القطب الكهربي في الدماغ، بينما طالب اثنان آخران بإزالة الأقطاب الكهربية خلال التجربة. وقال الدكتور من جامعة جنوب غرب تكساس الطبية كاري آدامز: إن «الدراسة تحتاج إلى المزيد من الأبحاث للتأكيد على فاعلية وسلامة طريقة العلاج ونتائجها على المدى الطويل على عدد أكبر من الناس». وقالت البروفيسورة من الكلية الملكية للأطباء النفسيين، ريبيكا بارك إنه «على رغم أن هذه النتائج مشجعة، فإنه يجب علينا تذكر أن التحفيز العميق لمرضى فقد الشهية العصبي هو علاج تجريبي ينطوي على خطورة عالية». وأكدت أن العنصر الرئيس للبحث هو وضع معيار أخلاقي يضمن أن الأشخاص المعرضين للخطر لا يجري استغلالهم من دون علمهم من خلال هذا العلاج.