أدى حجاج بيت الله الحرام صلاة الجمعة أمس في المسجد الحرام بعد أن أكملوا اداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وتوافد الحجاج إلى الحرم المكي منذ ساعات الفجر وامتلأت أروقته وساحاته وأدواره وسطوحه بالمصلين الذين امتدت صفوفهم إلى الطرقات والممرات والأحياء المجاورة للمسجد. وساعدت المديرية العامة للدفاع المدني الحجاج والمصلين في التوجه إلى المساجد الأخرى، من خلال رسائل بثتها من طريق الجوال، تلافياً لوقوع أي ازدحام أو تدافع عند أبواب المسجد الحرام، حفاظاً على سلامة وأمن وفود الرحمن. ونظمت الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج الحشود وعملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام ومنع الجلوس في الممرات والطرق المؤدية إليه. وحرصت هذه الجهات على تقديم أفضل الخدمات لوفود الرحمن، كما قامت إدارة المرور بتنظيم الحركة المرورية ومتابعتها ومنع دخول المركبات إلى المنطقة المركزية وتفريغها للمشاة ليتمكن الحجاج من أداء نسكهم بكل يسر وراحة واطمئنان. وتواصل الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية تنفيذ خططها وبرامجها التي أعدتها لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لوفود الرحمن خلال موسم حج هذا العام حتى يغادروا إلى أوطانهم، سالمين غانمين. كما شهد المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة والطرقات المؤدية إليه منذ الصباح الباكر توافد وفود ضيوف بإعداد كبيرة قدرت بمئات الآلاف لأداء صلاة الجمعة. وأثنى عدد من الحجاج على النجاحات المتواصلة التي حققها حج هذا العام، بسبب الصدق في العمل والإخلاص في خدمة ضيوف الرحمن، وأكد احد الحجاج السودانيين الذي حج قبل عشر سنوات ان ما شاهده هذا العام يصدقه القلب قبل العين للهمة التي وجدها من العاملين في مختلف القطاعات منذ وصوله ورفاقه إلى ارض الحرمين وحتى انتهاء موسم الحج، مشيداً بالمشاريع الجبارة التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية، سواء في مكةالمكرمة أم المدينةالمنورة والمشاعر المقدسة التي تحقق فيها مشروعان عظيمان مشروع جسر الجمرات ومشروع قطار المشاعر لتحقيق الراحة التامة لضيوف الرحمن. واعتبر احد الحجاج اليمنيين الذي قدم للحج للمرة الأولى المشاريع التي نفذت وتنفذ في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة تأكيداً لعناية الحكومة السعودية بضيوف الرحمن. وأكد المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري نجاح الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج لهذا العام وتحقيق أهدافها في الحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن. وقال في مناسبة اكتمال مراحل تنفيذ الخطة: «نسأل الله العلي القدير أن ينعم على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتمام الشفاء وموفور الصحة والعافية، وأن يستجيب دعوات ملايين الحجاج الذين دعوا له بالشفاء والخير لما لمسوه من جهود بُذلت لراحتهم وأمنهم وسلامتهم خلال أداء مناسك الحج تمثلت في المشاريع الضخمة والإمكانات الهائلة التي قدمتها كل الأجهزة والوزارات المشاركة في أعمال الحج لأداء مهماتها في خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم لمناسكهم». من جانب آخر، أوضح قائد قوات الدفاع المدني اللواء سليمان بن عبدالله العمرو أن «خطة تدابير مواجهة الطوارئ بالحج توافرت لها كل عوامل ومقومات النجاح الذي تحقق بدءاً من الرصد الدقيق لكل المخاطر المحتملة عبر الفرق والوحدات المتخصصة في أعمال الرصد والاستشعار وتحليل المخاطر، ومروراً بدراسات تقويم الأداء في الأعوام السابقة، وصولاً إلى استيعاب كل المتغيرات والمستجدات التي تمثلت في المشاريع الجديدة بالمشاعر، ومنها مشروع قطار المشاعر ومنشأة الجمرات، ثم الاستفادة من التقنيات الحديثة والآليات والمعدات المتطورة، ودعم قدرات القوى البشرية لأداء مهماتها، من خلال البرامج التدريبية والفرضيات الميدانية، ومراجعة مدى استيعابهم مهماتهم».