«إنه زمن زلاتان»! بهذه العبارة أعلن نادي مانشستريونايتد تعاقده مع المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مطلع تموز (يوليو)، وبعد نحو سبعة أشهر، بدأ النادي الانكليزي حصد ثمار هذا الزمن. إذ أحرز النادي الشمالي (الأحد) أول ألقابه في عهد مدربه الجديد البرتغالي جوزيه مورينيو، بفوزه في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة على ساوثمبتون 3-2، في مباراة أثبت فيها إبراهيموفيتش علو كعبه بتسجيله هدف التقدم والحسم قبيل نهاية المباراة. ومع 26 هدفاً لمصلحة «الشياطين الحمر» هذا الموسم، أسكت المهاجم السويدي (35 عاماً) الأصوات التي وجهت إليه انتقادات حادة لدى قدومه إلى النادي، أكان لجهة عدم قدرته على التأقلم بدنياً مع متطلبات الدوري الانكليزي أم أدائه المتواضع في المراحل الأولى. ومن الهدف الأول في مباراته الأولى أمام بطل الدوري ليسترسيتي في مباراة درع المجتمع (أحرزها يونايتد بفوزه 2-1)، وصولاً إلى هدفيه أمام ساوثمبتون وأولهما بركلة حرة رائعة، بات إبراهيموفيتش محورياً في خطط مورينيو الساعي لاستعادة بعض الأمجاد التي افتقدها يونايتد منذ رحيل مدربه الاسكتلندي أليكس فيرغسون. وقال مورينيو بعد إحراز كأس الرابطة: «إبراهيموفيتش فاز لنا بالمباراة لأنه كان رائعاً. إبراهيموفيتش صنع الفرق. هو منحنا الكأس». وبات في رصيد إبراهيموفيتش هذا الموسم 26 هدفاً من 38 مباراة في مختلف المسابقات، وهو يسير بخطى واثقة نحو تخطي حاجز ال30 هدفاً في الموسم الواحد للموسم السادس توالياً. وسجل النجم السابق لباريس سان جرمان الفرنسي 35 هدفاً موسم 2011-2012، ومثلها في الموسم التالي، و41 في موسم 2013-2014، و30 في موسم 2014-2015، و50 الموسم الماضي. وفي تشكيلة يونايتد، سجل «ايبرا» بمفرده أكثر من أفضل ثلاثة هدافين من بعده مجتمعين، وهم الإسباني خوان ماتا (تسعة أهداف) والفرنسي بول بوغبا والانكليزي ماركوس راشفورد (سبعة أهداف لكل منهما). ويفرض إبراهيموفيتش سطوته على أرض الملعب، وهو لم يخفِ أبداً اعتداده بنفسه، في أسلوب مشابه للنجم الفرنسي السابق اريك كونتونا، أحد أبرز وجوه المرحلة الذهبية التي خبرها النادي الانكليزي في تسعينات القرن الماضي. وقال إبراهيموفيتش في تصريحات سابقة: «كلما تقدمت بالسن أصبحت أفضل»، مضيفاً: «أنا كالخمر على رغم بلوغي ال35، أشعر بأنني في ال20، وأستطيع اللعب حتى ال50». وتابع: «أنا أستمتع باللعب». ولم يأتِ تألق إبراهيموفيتش في هذه السن وفي بطولة تعد من الأكثر تطلباً بدنياً في أوروبا من عدم. فاللاعب فارع الطول يولي اهتماماً كبيراً بلياقته البدنية، ومارس منذ شبابه الألعاب القتالية وحمل الحزام الأسود في رياضة التايكواندو. وقال اللاعب السويدي: «ما فاجأني في الكرة الانكليزية أنه لا تمكن السيطرة عليها، الإيقاع سريع جداً من الدفاع إلى الهجوم لكن يتعين على كل لاعب أن يتأقلم مع هذه الأجواء من الناحية البدنية. بالنسبة إليّ لعبت في بطولات مختلفة ونجحت في التأقلم مع متطلباتها».