يسعى يوفنتوس حامل اللقب في النسختين الأخيرتين إلى قطع شوط كبير نحو بلوغ المباراة النهائية الثالثة على التوالي عندما يستضيف نابولي في ذهاب الدور نصف النهائي لكأس إيطاليا في كرة القدم. ويلتقي قطبا العاصمة لاتسيو وروما في دربي ناري بعد غد الأربعاء على الملعب الأولمبي في روما في مباراة نصف النهائي الثانية. على ملعب "يوفنتوس ارينا" في تورينو، سيحاول فريق "السيدة العجوز" الذي توّج باللقب على حساب لاتسيو وميلان في الموسمين الاخيرين، تأكيد سيطرته على المسابقة وتفوقه الكبير هذا الموسم. ويسير يوفنتوس بخطى ثابتة نحو لقبه السادس توالياً في الدوري حيث يتصدر بفارق 7 نقاط أمام روما، وخطا خطوة كبيرة نحو بلوغ ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بفوزه الثمين على مضيفه بورتو البرتغالي 2-صفر في ذهاب ثمن النهائي. وفاز النادي في مبارياته التسع الأخيرة في مختلف المسابقات. وأكد مدرب يوفنتوس ماسيميليانو اليغري أهمية مباراة الثلثاء بالنسبة إلى الفريقين "خصوصاً لنا لأننا نلعب على أرضنا وامام جماهيرنا"، مضيفاً أن "نابولي فريق قوي ولن يكون خصماً سهلاً، ولكن نحن مطالبون بتحقيق الفوز لتأمين تأهلنا إلى المباراة النهائية". وتابع أنها "مواجهة مختلفة عن لقائنا في الدوري، إنها الأمل الوحيد لنابولي للتتويج بلقب هذا الموسم، وبالتالي سيحاول بذل كل ما في وسعه لازاحتنا من طريقه، علينا التعامل بحذر وذكاء وتسهيل مهمتنا في مباراة الإياب". وغالباً ما ترتدي المواجهة بين يوفنتوس ونابولي نكهة مميزة خصوصاً بعد تطور مستوى الأخير في الأعوام الأخيرة ومنافسته بجدية على اللقب، وهما سيلتقيان للمرة الثانية هذا الموسم على هذا الملعب بعد أولى في الدوري في 29 تشرين الأول (أكتوبر) حسمها يوفنتوس 2-1. وسجّل أحد الهدفين مهاجم نابولي السابق الدولي الأرجنتيني غونزالو هيغواين الذي ستكون الأنظار شاخصة نحوه مجدداً بعدما أدى دوراً اساسياً في تطور مستوى نابولي. وسجّل الأرجنتيني 36 هدفاً الموسم الماضي لصالح الفريق الجنوبي الذي قارع يوفنتوس على اللقب قبل أن يستسلم في نهاية المطاف. وانتقل هيغواين بعدها إلى يوفنتوس في صفقة قياسية بالنسبة للدوري الإيطالي بلغت 90 مليون يورو، ما أثار حفيظة جمهور نابولي. لكن عليه الانتظار حتى مباراة المرحلة الثلاثين من الدوري في الثاني من نيسان (أبريل) المقبل على ملعب "ساو باولو" من أجل الثأر لنفسه من فريق "السيدة العجوز" والمهاجم الأرجنتيني، علماً بأنهما سيلتقيان على الملعب ذاته في الخامس منه في إياب دور الأربعة لمسابقة الكأس. وكانت حسرة جماهير نابولي كبيرة لأن هيغواين جعلهم يحلمون باستعادة الأمجاد الغابرة التي حققها بقيادة الأرجنتيني الأسطوري دييغو مارادونا الذي قاده إلى لقبيه الوحيدين في الدوري (1987 و1990). لكن هيغواين لن يكون الخطر الوحيد أمام دفاع نابولي، ففريق "السيدة العجوز" يملك من الأسلحة ما يكفي لفك تكتل أيّ خط دفاع بينها الكرواتي ماريو ماندزوكيتش والأرجنتيني باولو ديبالا. في المقابل، يدخل نابولي المباراة بمعنويات مهزوزة عقب خسارته المفاجئة على أرضه أمام اتالانتا صفر-2 في الدوري السبت، وسيحاول انتزاع فوز يرفع معنوياته قبل مباراتين مصيريتين أمام مضيفه روما السبت المقبل في الدوري وضيفه ريال مدريد الإسباني الثلثاء المقبل في إياب ثمن نهائي المسابقة القارية العريقة. ويحمل يوفنتوس الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة (11) في 16 مباراة نهائية مقابل 5 ألقاب لنابولي في 9 مباريات نهائية. وعلى الملعب الأولمبي في روما، سيحاول لاتسيو فكّ عقدة جاره الذي لم يفز عليه في المباريات السبع الأخيرة بينهما، وخسر امامه 5 مرات بينها المباريات الأربع الأخيرة. ويعود الفوز الأخير للاتسيو على روما إلى نهائي المسابقة في 26 أيار (مايو) 2013 عندما ظفر باللقب السادس والأخير له فيها. وتكتسي المسابقة أهمية كبيرة بالنسبة إلى لاتسيو لأنها قد تكون طريقه الوحيد نحو المشاركة في الدوري الأوروبي الموسم المقبل في ظل المنافسة القوية التي يواجهها على المركز الرابع المؤهّل إلى الدور التمهيدي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وكذا المراكز المؤهّلة إلى يوروبا ليغ من اتالانتا وقطبي ميلانو (ميلان وانتر). في المقابل، يطمح روما للقبه العاشر في الكأس والأول منذ 2008. ويقام دربي العاصمة مساء للمرة الأولى منذ 4 أعوام. وكانت المرة الأخيرة التي اقيم فيها دربي العاصمة مساء في نيسان (أبريل) 2013 حيث شهد العديد من الحوادث بين الجماهير حول الملعب الأولمبي ثم بين الجماهير ورجال الشرطة. وأصيب وقتها 8 اشخاص اغلبهم بطعنات بالسكاكين. ومن ذلك التاريخ، تمت برمجة كل المباريات بين الفريقين نهاراً. وبحسب وسائل الاعلام الرياضية الإيطالية فإن السلطات رفضت بداية إقامة المباراة مساء، قبل أن تعود وتمنح الضوء الأخضر لذلك. وينص عقد النقل التلفزيوني الذي ابرم مع شبكة "راي" التي تنقل مباريات الكأس، على اقامة المباريات مساء تفادياً لعقوبة مالية وفق ما ذكرت وسائل الإعلام التي تحدثت عن غرامة بقيمة مليون يورو. ولم يتم حتى الآن تحديد توقيت اقامة مباراة الإياب المقررة في 5 نيسان (أبريل) المقبل.