وجّه قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أمس الى العسكريين أمر اليوم بمناسبة الذكرى 69 لعيد الاستقلال، وجاء فيه: «أيها العسكريون، سبعة وستون عاماً مضت على الاستقلال، شهد فيها الوطن فترات من الاستقرار والازدهار، وفترات اخرى حفلت بالأحداث والتجارب القاسية، لكن شعلة الاستقلال بقيت مضيئة، وظل علم البلاد شامخاً مرفرفاً، رمزاً لوحدتها، وعنواناً للإرادة الوطنية الجامعة... بالأمس القريب، تصديتم بمنتهى الشجاعة والبسالة للعدو الإسرائيلي، لدى محاولة قواه اختراق أراض متحفظ عنها لبنانياً في منطقة العديسة الحدودية. وبهذه المواجهة البطولية التي قدمتم خلالها كوكبة من الشهداء والجرحى، أثبتم لهذا العدو الغادر، انكم لن تتنازلوا قيد أنملة عن حقكم المقدس في الدفاع عن الارض، والوقوف الى جانب شعبكم المقاوم، وان اي اعتداء على شبر من ترابنا الوطني، لن يمر من دون حساب، وسيواجه بكل الإمكانيات ومهما بلغت التضحيات». وأضاف: «وبالأمس القريب كذلك سارعتم الى التدخل لمحاصرة عدد من الأحداث الأمنية وتوقيف المشاركين فيها، والى مواجهة الخارجين على القانون في بعض المناطق، مقدمين أيضاً عدداً من الشهداء قرابين على مذبح استقرار الوطن. وبين هذه المحطة وتلك، تابعتم ملاحقة الارهابيين والعملاء، مؤكدين في ذلك ان مهمتي الدفاع والأمن هما توأمان لا ينفصلان، وان استشهاد العسكريين في اي موقع كان، لا يمكن ان يشكل انتقاصاً من هيبة الجيش او ينال من عزائم أبنائه كما يصور البعض، فهذا الجيش يزداد قوة ومنعة كلما واجه الأخطار وكلما تعمدت مسيرته بدماء الشهداء الأبرار». وتابع مخاطباً العسكريين: «تذكروا بأن دوركم الوطني الجامع وأداءكم المهمات الملقاة على عاتقكم، لا يتحققان الا من خلال وحدتكم المتينة وابتعادكم من التجاذبات السياسية، وبقائكم على مسافة واحدة من جميع الأطراف». وأضاف: «اعلموا ان ما تشهده البلاد من تباينات سياسية في هذه المرحلة، هو جزء لا يتجزأ من الحياة الديموقراطية التي ينعم بها لبنان، لكن من غير المسموح إسقاط هذه التباينات على الارض، وتحويلها الى فتنة تهدد أرواح المواطنين وتضرب المكتسبات الوطنية في الصميم، فالخلاف السياسي يحل بالطرق السياسية، أما الأمن فهو حق مقدس لكل مواطن ومن واجبكم الحفاظ عليه، وثقوا بأنه مهما بلغ حجم التضحيات التي يمكن ان يقدمها الجيش في هذا المجال، تبقى أقل كلفة بكثير من الثمن الذي سيدفعه الوطن بأسره، في حال انزلاق البلاد الى أتون الفتنة البغيضة». ودعا العسكريين الى «البقاء بالمرصاد للعدو الإسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءاً من أرضنا الغالية، والى تعزيز التعاون مع القوات الدولية حفاظاً على استقرار الجنوب، ودحضاً لمخططات هذا العدو، كما أدعوكم الى بذل أقصى المستطاع لطمأنة المواطنين وصون أمنهم واستقرارهم».