يتسم مهرجان فيلادلفيا للمسرح الجامعي العربي، الذي تنظمه جامعة فيلادلفيا في عمّان، بأجوائه الاحتفالية التي حضرت في اختتام دورته الحادية عشرة أخيراً. ولم تخْلُ التظاهرة التي تقام كل سنتين من حماسة الشباب وانخراطهم في أجواء التنافس على الجوائز، على رغم أن المشاركين من الطلبة ليسوا منضوين في كليات الفنون والمسرح، وإنما هم في معظمهم من طلبة التخصصات الأخرى. شارك في هذا المهرجان الذي أقيم على مسرحَي محمود أبو غريب في المركز الثقافي الملكي، ومسرح أسامة المشيني في جبل اللويبدة، 200 طالب وطالبة من خمس جامعات أردنية: مؤتة، وفيلادلفيا، واليرموك، والأميرة سمية للتكنولوجيا، والأردنية، وخمس جامعات عربية: صحار (سلطنة عُمان)، وقسنطينة (الجزائر)، وطرابلس (ليبيا)، والنجاح (فلسطين)، وجامعة الكويت. وكرّمت التظاهرة في الافتتاح الفنان محمد القباني، لمساهماته في الحراك المسرحي والدراما التلفزيونية والإذاعية. وكان الجديد في هذه الدورة إضافة خمس جوائز: أفضل ممثل واعد، أفضل ممثلة واعدة، الممثل الشامل، التشكيل الجمالي للمسرح، بعدما كان عددها 17 جائزة، وهو ما أفضى إلى نيل كل المسرحيات المشاركة جوائز. ومنحت لجنة التحكيم جائزة أفضل إخراج مناصفةً لنصار نصار (مسرحية «رسالة إلى» من جامعة الكويت)، وفراس زقطان (مسرحية «أبواب» من جامعة فيلادلفيا). فيما ذهبت جائزة أفضل عرض متكامل إلى مسرحية «رسالة إنسان» من جامعة قسنطينةالجزائرية. وترأس لجنة التحكيم نادر القنة من الكويت، وعضوية كل من عبدالرحيم بوشراكي (الجزائر)، وجمال الشايجي (الكويت)، وجمال عياد ومحمد نصار (الأردن). تتحدث مسرحية «أبواب» التي قُدمت على شكل مشاهد درامية نفسية مركّبة، عن كاتب يعيش في حالة من العزلة، فيبدأ باستعراض علاقته مع عائلته وأصدقائه وتذكّر ما كان يكتبه عن أحلامه والخيبات التي مر بها. اتكأت الرؤية الإخراجية التي وضعتها الطالبة ريم صناع، فيما اضطلع فراس قطان بالسينوغرافيا والإخراج، لدفع الأحداث إلى أمام على أسلوب المونتاج والتقطيع التلفزيوني، عبر التنقل بين مسارَي الماضي والحاضر، مُظهرة نمطية العلاقات والأحداث التي عاشها ويعيشها الكاتب. أما مسرحية «رسالة إلى» (من جامعة الكويت)، فتوجّه «رسالة» إلى كل مهتم بالفن والمسرح عبر سرد حياة فنان شاءت الأقدار أن تلزمه بالجلوس في البيت منعزلاً عن العالم، وعندما يتم اختياره للتكريم، يقرر أن يبث من خلال حفلة تكريمه رسالة ناقدة إلى القائمين على المسرح. وحضرت ثيمة هجاء السلطة التي تتحكم في مقاليد الأمور السياسية والاقتصادية، في نص د. هادي المهدي، الذي قدم المخرجُ ميلاط صلاح الدين تصميمَ الشخوص الحية له في العرض المسرحي. وظلت مدلولات الأداء في العرض تلحّ على تعرية السلطة الفردية في حكم الشعوب. الندوة الفكرية التي أُديرت على شكل ورشة مسرحية، تناولت واقع المسرح الجامعي في المنطقة العربية، وأدارها جمال عياد، وشارك فيها د. نادر القنة وجمال الشايجي من الكويت، ود. عبدالحليم بوشراكي من الجزائر. ويعدّ مهرجان فيلادلفيا الوحيد الذي يعمل عربياً على تجميع طلبة المسرح الجامعي العربي في مهرجان واحد، كما قال رئيس اللجنة العليا عميد شؤون الطلبة في الجامعة مصطفى الجلابنة الذي أضاف: «على رغم الصعوبات والعقبات التي تواجه المسرح بشكل عام، والمسرح الجامعي على وجه الخصوص، حافظت جامعة فيلادلفيا على استمرارية إقامة هذا المهرجان».