غسلت الأمطار جنبات منى والمشعر الحرام كافة، إذ خرجت جموع من الحجيج للابتهال والدعاء تحت زخات المطر، الذي بدأ انهماره بعيد غروب شمس أول أيام التشريق (أمس)، قبل أن تعود لبدء الترتيبات للمغادرة ظهر اليوم. وكانت جموع الحجيج استقبلت ثاني أيام عيد الأضحى المبارك بشعيرة رمي الجمرات الثلاث، قبل أن تتوجه إلى مخيماتها، مروراً بالأسواق الموسمية المنتشرة على جنبات أروقة مشعر منى. من جانبه، أكّد نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز عدم تسجيل أية ملاحظات أو أحداث أمنية تذكر، وأثنى على جهود رجال الأمن، وسير أعمال الخطط لحج هذا العام، وقال إثر جولته التفقدية لمقر الأمن العام في منى: «إن موسم حج هذا العام منظم بكل المقاييس، وحقق نجاحات باهرة على كل الأصعدة». إلى ذلك، أثمرت سرعة تعامل الأجهزة الأمنية مع حريق اندلع في مكب للنفايات عن إخماده، قبيل انتقال ألسنة اللهب إلى المخيمات المجاورة، ولم تنجم عنه أية إصابات. وواصلت القطاعات المعنية برعاية ضيوف الرحمن تقديم خدماتها للحجاج، إذ أكد البيان الإحصائي اليومي لوزارة الصحة، أن المراكز الصحية قدمت خدمات الرعاية الصحية الأولية ل243330 مريضاً خلال هذه الفترة. وأفاد البيان بأنه تم تنويم 4617 مريضاً في المستشفيات والمراكز الصحية في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة. من جهة ثانية، أوضح مدير الخدمات الطبية للقوات المسلحة في المشاعر المقدسة العميد طبيب ناصر بن عثمان الشهري، أن مستشفيات القوات المسلحة استقبلت 1000حالة مرضية على مدى اليومين الماضيين، ضمن منظومة الخدمات الطبية في المشاعر المقدسة. إلى ذلك، ومع قرب انتهاء موسم الحج، أوضح مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية، أن بعض الحجاج بعد أدائهم للفريضة وعودتهم من المشاعر المقدسة قد يشتكون من أعراض الإجهاد والإعياء، نتيجة للمجهود الذي بذلوه، ونصح الحجاج بأخذ قسط كافٍ من الراحة وشرب السوائل بكثرة، وتناول الفواكه والخضراوات الطازجة. وأشار المركز التابع لوزارة الصحة إلى أن بعض الحجاج يصابون بأمراض معدية بعد عودتهم من الحج، وذلك بسبب الازدحام الناتج من تجمع عدد كبير من الحجاج في بقعه محددة، وبسبب مخلفات الأغذية، إذ إن الحشرات كالناموس والذباب تتجمع فوق هذه المخلفات، فتقوم بنقل العدوى من شخص إلى آخر، لذلك من المحتمل أن ينقلوا مثل هذه الأمراض إلى أفراد أسرهم، وينصح الحاج باتباع بعض الإجراءات الوقائية لمنع انتقال العدوى. زخات المطر تغسل جنبات مشعر منى ... وتذعر «باكستانية»!