بدأ سريان وقف إطلاق النار اليوم (السبت) في العاصمة الليبية طرابلس تم التوصل إليه بعد يومين من الاشتباكات بين مجموعات مسلحة أسفرت عن إصابة تسعة أشخاص، فضلاً عن إرغام السكان على البقاء في منازلهم، وفق الحكومة. واندلعت الاشتباكات أول من أمس بين مجموعتين متنافتسين في شرق طرابلس، بعدما اتهمت إحداهما الأخرى باختطاف أربعة من عناصرها، وفق وكالة «لانا» للأنباء في طرابلس. وذكرت الوكالة أن المواطنين العالقين في منطقة القتال في حي بو سليم ناشدوا السلطات التدخل لوقف العنف الذي شل وسط المدينة. وقالت حكومة «الوفاق الوطني» المدعومة من الأممالمتحدة إنها نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين المجموعتين، وذلك بمساعدة من أعيان ترهونة وغريان في جنوبطرابلس. وتم الاتفاق على تشكيل ثلاثة لجان لمتابعة وقف إطلاق النار، وفق ما أعلنت الحكومة في بيان صدر ليلاً. وستكون مهمة اللجنة الأولى فرض وقف إطلاق النار، والثانية التي تضم مسؤولي وزارة الصحة ستتابع حال الجرحى، أما الثالثة فستكون مهمتها تقدير الأضرار، وفق ما ورد في البيان. وأعلن «الهلال الأحمر الليبي» أمس، أن تسعة أشخاص أصيبوا نتيجة الاشتباكات. وأفادت الوكالة بأن المواجهات بالأسلحة الثقيلة اندلعت الخميس في وسط طرابلس واستمرت طوال اليوم، ولاحقاً تم التوصل إلى هدنة إلّا أنها انهارت سريعاً لتستمر الاشتباكات حتى أمس. وقال السكان الذين حوصروا وسط تبادل إطلاق النار إن منازلهم كانت تهتز بفعل الصواريخ، وارتفعت أعمدة الدخان من منطقة الاشتباكات التي كانت تجوب شوارعها الدبابات والشاحنات المحملة بمضادات ثقيلة. وقالت المواطنة نورية المصباحي أمس: «أصابت الصواريخ شقتين في مجمع عمارات سكنية على طريق المطار. أستطيع أن أرى أعمدة الدخان». وكان موكب رئيس حكومة «الوفاق» فايز السراج تعرض لإطلاق نار كثيف قرب منطقة بو سليم الإثنين، إلا أن أحداً لم يصب بأذى. وبعد ست سنوات من الإطاحة بنظام الراحل معمر القذافي لا تزال ليبيا غارقة في الفوضى. وتتخذ حكومة «الوفاق الوطني» طرابلس مقراً، في حين تسيطر السلطات المنافسة على أجزاء كبيرة من شرق ليبيا بدعم من البرلمان المنتخب ومقره طبرق. وندد مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر بالاشتباكات المسلحة في طرابلس، ودعا في بيان إلى «الحوار الهادىء وحماية المدنيين».