هل الغاية من المباريات الودية التي تسبق إقامة أي بطولة هي الفوز فقط بغض النظر عن الفريق المقابل؟ أم هي الانسجام بين العناصر المختارة والتوصل إلى تشكيلة مناسبة بغض النظر عن النتائج؟ ومن ذا الذي يمكن أن يخرج طاقات اللاعبين غير إقامة مباريات مع منتخبات ذات شأن ومستويات مميزة بل وتصنف على أنها قوية؟ سؤال تبادر للأذهان وفرض نفسه والسيد بيسيرو يختار لنا أوغندا ليستهل بها برنامج إعداد المنتخب السعودي لخليجي (20) في معسكر دبي؟ فما الغاية التي سيجنيها المنتخب من مقابلة هذا المنتخب الضعيف؟ وما تاريخ أوغندا في كرة القدم وما ترتيبها بين فرق القارة السمراء؟ وهل يمكن أن تكون مقياساً يحكم به على وصول اللاعبين إلى سقف أعلى من التناغم الفني بين أفراده؟ إلا إن كانت الغاية استغلال وجوده في المنطقة ولعبه مع أحد المنتخبات الخليجية وهو ما يقلل من قيمة فاتورة استقدامه (الله أكبر يا بطل أفريقيا). ثم هل تحقق شيء مما طمح إليه جراء هذا اللقاء؟ لا أظن، فحتى الفوز الذي يبدو أنه كان غاية أولى لم ينلْه، والانسجام لم يتحقق، وبعد أن كنا نطمح في أن نستفيد من التجربة عادت الاستفادة عليهم مضاعفة منا. كأس الخليج مطلب حتى لو قيل غير ذلك، طالما شاركنا بالمنتخب الأول واختيرت أفضل العناصر التي أفرزتها المرحلة الأولى من دوري زين فلا بد أن نحصل عليها وأن تكون أفضل استعداد بدني ونفسي لخوض غمار كأس آسيا التي قال عنها بيسيرو نفسه إنها بطولة صعبة وكأنه يمهد لعدم قدرة المنتخب على الحصول عليها فكيف نستطيع خلق منتخب قوي يستطيع مجابهة أقوى فرق القارة اليابان والكوريتين ونحن نقابل فرقاً أفريقية لا تمت بصلة للواقع الذي سيكون عليه الحال في كأس آسيا، القوة البدنية هناك والسرعة هنا وشتان بين الحالين. إخفاقات المنتخب السعودي في ما مضى من بطولات لن تغتفر هذه المرة، فليس من عذر لبيسيرو وقد سخرت له كل الإمكانات، وأهمها ثقة المسؤولين الذين أسكتوا كل الأصوات ضده ومنحوه صلاحيات مطلقة في اختيار العناصر والمنتخبات التي يقابلها، ولن نقبل هذه المرة له أي عذر في التقصير أو عدم الحصول على الاثنتين (الخليجية والآسيوية). [email protected]