قرر حزب «العمل» الإسرائيلي مساء أمس الانضمام إلى الحكومة التي يعمل على تشكيلها زعيم حزب «ليكود» اليميني بنيامين نتانياهو، وسط أجواء توتر داخلي شديد ينذر بانشقاق فعلي في الحزب اليساري الأعرق في الدولة العبرية. وستنقذ هذه الخطوة الحكومة المرتقبة من عزلة دولية كانت تنتظرها في حال تشكلت من تحالف بين اليمين واليمين المتطرف. (راجع ص 5) وأقر مؤتمر «العمل» بغالبية 680 صوتاً ومعارضة 507، اقتراح زعيمه إيهود باراك الانضمام إلى حكومة نتانياهو، رغم معارضة أكثر من نصف نواب الحزب في الكنيست، وتحذير بعضهم من أن هذه الخطوة «إعلان لنهاية العمل» تجعله «إضافة لا لزوم لها... وذيْلاً لليمين». ووافق المؤتمر على الاتفاق الائتلافي الذي وقعه الحزبان صباح أمس، وبموجبه يحصل «العمل» على خمس حقائب وزارية أهمها حقيبة الدفاع لباراك الذي خوّله أعضاء المؤتمر أيضاً تعيين الوزراء الأربعة الآخرين. وينص الاتفاق على أن الحكومة ستسعى إلى التوصل إلى اتفاق شامل إقليمي بين إسرائيل وجاراتها، كما يؤكد التزام الاتفاقات السابقة، لكن بكلام عام من دون الدخول في تفاصيل. وسهّل «العمل» بقراره مهمة نتانياهو الذي يحاول عبثاً منذ خمسة أسابيع تشكيل الحكومة، ووفر له غالبية برلمانية مطلقة (66 نائباً من أصل 120) تتيح له إعلان تشكيلته اليوم، رغم أن لديه مهلة تنتهي في الثالث من الشهر المقبل. وهذا الاتفاق هو الثالث الذي يبرمه «ليكود»، بعد الاتفاق مع «إسرائيل بيتنا» (15 نائباً) برئاسة المتطرف أفيغدور ليبرمان ومع حركة «شاس» الدينية المتزمتة (11 نائباً) بزعامة ايلي يشاي. من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس أكثر من 20 فلسطينياً من عرب الداخل، بحجة الاعتداء على عناصرها والإخلال بالنظام العام، بعدما تصدى آلاف العرب لمسيرة نظمها اليمين اليهودي المتطرف في مدينة أم الفحم العربية. وأدت المواجهات بين الأمن وأهالي المدينة إلى إصابة عشرات بجروح طفيفة. واندلعت المواجهات عندما فرّقت الشرطة بالقوة تظاهرة لمئات العرب ومعهم عشرات اليهود اليساريين، تجمعوا في سلاسل بشرية لمنع نحو مئة من غلاة المتطرفين اليهود من دخول المدينة لاستفزاز أهلها. وطالبت الشرطة المتظاهرين العرب الذين رفعوا أعلاماً فلسطينية بالتفرق، بداعي أن تجمعهم غير قانوني. ولجأت إلى القوة وإلقاء القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع وتوجيه خراطيم المياه نحوهم، فردوا برشقها بالحجارة. وأعلن ناطق باسم الشرطة أن 15 من عناصرها، بينهم نائب القائد العام للشرطة شاحر أيالون، أصيبوا بجروح خفيفة، فيما أكدت طواقم الإسعاف أنها عالجت أكثر من عشرين مصاباً من المتظاهرين العرب. واعتقلت الشرطة التي اندس بعض أفرادها من المستعربين بلباس مدني بين المتظاهرين العرب، نحو عشرين متظاهراً. وهددت بشن حملة اعتقالات أوسع خلال الأيام المقبلة.