رحب اجتماع وزاري في مجلس الأمن الدولي حول السودان امس ببدء التسجيل تمهيداً للاستفتاء على مستقبل جنوب السودان المتوقع في التاسع من كانون الثاني (يناير) المقبل. لكن المجلس، الذي اجتمع بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وبرئاسة وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ووزير خارجية السودان علي الكرتي وباغان آمون مندوب الجنوب وممثلين عن الدول الأعضاء، اعرب عن القلق لتأخر تنظيم الاستفتاء في شأن تقرير المصير في جنوب السودان وتزايد اعمال العنف في دارفور. وشدد الكرتي وباغان على ان الشمال والجنوب سيقبلان نتيجة الاستفتاء مهما كانت. وانتقد بيان رئاسي اصدره المجلس وتلاه وزير الخارجية البريطاني تأخر حكومة الخرطوم في تأمين الأموال اللازمة للاستفتاء وأعرب عن «القلق البالغ» في شأن دارفور حيث ترافقت الاشتباكات المتزايدة بين الحكومة والمتمردين مع هجمات على قوات الأممالمتحدة وخطف موظفين تابعين للأمم المتحدة. وحض البيان مختلف الأطراف على احترام موعد الاستفتاء ونتائجه مهما كانت. ودعا الى حل اي خلافات بشكل سلمي. وجاء في البيان ان المجلس يؤكد احترام سيادة السودان واستقلاله والأمن فيه. وقالت كلينتون لوزير الخارجية السوداني «ان الحكومة الأميركية ستقيم علاقات جيدة افضل مع الخرطوم وتطبيع العلاقات الأميركية معها اذا اختارت سبل السلام، لكن اذا اختارت النزاع ستواجه عواقب وضغوطاً اضافية». وتواصلت عمليات التسجيل في الجنوب على اللوائح الانتخابية تمهيداً للاستفتاء بطريقة سلمية، كما ذكرت الثلثاء السلطات التي اعربت مع ذلك عن قلقها من التهديدات بمقاطعته في الشمال وفي الشتات. وفي تصريح إلى وكالة «فرانس برس» قال الو قرنق الو، المتحدث باسم مكتب لجنة الاستفتاء في جنوب السودان، ان «2625 مركز استفتاء في الجنوب فتح ابوابه باستثناء اثنين سيفتحان في الأيام المقبلة». وأضاف «لم يُسجل وقوع اي عمل عنف، ولم نتسلم اي شكوى عن تدخلات، وحصلت مشاركة قوية في الجنوب»، موضحاً ان اللجنة لا تزال تجمع معلومات عن المشاركة في المناطق النائية في جنوب السودان. وبدأ سكان جنوب السودان الاثنين تسجيل اسمائهم على اللوائح الانتخابية ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان الذي قد يفضي الى تقسيم السودان. وسيستمر تسجيل الأسماء حتى الأول من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. الا ان المشاركة كانت ضعيفة جداً في شمال السودان، كما ذكر مراسلو وكالة «فرانس برس» الذين قالوا «ثمة مخاوف من عمليات ترهيب هناك وثمة اشخاص لا يريدون تسجيل اسمائهم. وجاء شخص واحد سجل اسمه في احد المراكز». وتعنى المنظمة الدولية للهجرة بعمليات التسجيل للمهاجرين من سكان جنوب السودان في ثمانية بلدان هي استراليا وكندا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وكينيا وأثيوبيا وأوغندا ومصر. وسيبدأ التسجيل الثلثاء، بتأخير يوم واحد في الولاياتالمتحدة وأستراليا، كما قال في رسالة الكترونية لوكالة «فرانس برس» جان فيليب شوزي رئيس عمليات الإعلام في المنظمة الدولية للهجرة. ولم تسمح مصر التي تعيش فيها جالية كبيرة من سكان جنوب السودان، للمنظمة الدولية للهجرة حتى الآن بالبدء بتسجيل الناخبين على اراضيها. وأعلنت اللجنة الخاصة بالاستفتاء في الجنوب السوداني عن القلق من حصول عمليات تزوير وترهيب في الشمال وفي الشتات. وتتضمن رسائل الكترونية اطلعت عليها «فرانس برس» دعوات لأبناء جنوب السودان في الشتات وفي شمال السودان الى عدم تسجيل اسمائهم على اللوائح بسبب مخاوف من حصول عمليات تزوير. وقال الو «لدينا معلومات بأن هناك نوعاً من الفوضى» يرافق هذه العملية.