واشنطن - أ ف ب - اكتشف علماء الفيزياء الفلكية، بواسطة التلسكوب الفضائي شاندرا، أحدث ثقب أسود معروف في منطقتنا الفلكية المجاورة ويعود تاريخ نشوئه الى 30 سنة، كما أعلنت وكالة «ناسا» للفضاء. ويعتقد هؤلاء العلماء بأن الثقب الأسود من مخلفات انفجار نجمة أكبر حجماً من شمسنا بعشرين ضعفاً، وأطلق عليها اسم «اس ان 1979 سي»، إذ اكتشفها أحد هواة علم الفلك في عام 1979. ويقع هذا الثقب في مجرة «ام 100» على بعد قرابة 50 مليون سنة ضوئية عن الأرض (السنة الضوئية تساوي 9460 بليون كيلومتر). وهو يوفر فرصة فريدة لمراقبة نمو مخلفات انفجار النجوم الكبيرة، على ما يقول المسؤولون عن هذا الاكتشاف الذي نشر في مجلة «نيو استرونومي». وكذلك يساعد الاكتشاف العلماء على فهم كيفية انفجار نجوم عملاقة لتحدث ثقباً أسود، فضلاً عن معرفة عددها في مجرّتنا (درب التبانة) والمجرات الأخرى. ويقول دانيال باتنود من مركز «هارفرد سميثونيان لعلم الفيزياء الفلكية» في كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وهو المشرف على هذه الدراسة: «إن كان تفسيرنا دقيقاً، فسيكون ذلك الثقب المثال الأقرب لكيفية نشوء ثقب أسود». ويستخدم العلماء مصطلح «ثقب أسود» للإشارة الى نقاط محدّدة في الكون، تتمتّع بقوّة جاذبية هائلة الى درجة ألّا شيء يستطيع الإفلات من قبضتها. واستطراداً لا يقدر الضوء أيضاً على مغادرة الثقب الأسود ما يجعله جسماً قادماً. ويستدلّ علماء الفلك على وجود الثقب الأسود، من قوة حقل الجاذبية التي تُحيط به، والتي تأسر أي جسم يقترب منه قبل أن «تشفطه» الى دواخل هذا الثقب أيضاً. والمعروف أن عالم الرياضيات البريطاني ستيفن هوكينغ وضع نظرية كبرى حول الثقوب السود، وربطها بنشوء الكون ونظرية «الانفجار الكبير» (بيغ - بانغ). ويشغل هوكينغ مقعد الفيزياء في جامعة كامبريدج البريطانية وهو منصب سبقه إليه كبار علماء الفيزياء تاريخياً مثل السير إسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية.