طهران – أ ف ب – هاجم مهدي كروبي أحد أبرز قادة المعارضة في ايران، رجل الدين المتشدد أحمد جنتي، متهماً إياه بالتحريض على العنف في المجتمع والعمل على تقويض القضاء. يأتي ذلك بعدما حضّ جنتي على «التعاطي بجدّ مع قضية الفتنة»، في اشارة الى الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009. وقال في خطبة صلاة الجمعة الاسبوع الماضي: «العدو وعناصر الفتنة لن يجلسوا مكتوفي الأيدي، بل هم نار تحت الرماد». وطالب ب«التصدي للمتورطين في فتنة العام الماضي، والذين لم يُعتقلوا حتى الآن»، مبدياً معارضته لمنح «بعض عناصر الفتنة إجازة من السجن». وشدد كروبي على ان رجال الدين «كانوا دوماً يساندون الشعب في مواجهة الحكومة»، متسائلاً: «كيف ندعو الى قتل الشعب وسجنه، في حكومة رجال دين؟». وقال متوجّهاً الى جنتي: «بدل تشجيع المحاكم على إبداء سلوك انساني واسلامي، تدعوها الى انتهاج الوحشية؟». وذكّر كروبي جنتي باعتقال نجل الأخير حسين بعد الثورة، ثم مقتله وزوجته في معسكر ل«مجاهدين خلق» أبرز تنظيم معارض للنظام الايراني في الخارج، تبنّى بعدها جنتي ابنهما. وقال كروبي: «أريد إحياء شعور الأب لديك. أريدك ان تدرك إحساس عائلة سجين». وتوجّه كروبي الى جنتي قائلاً: «تتهم (السجناء السياسيين) بالفتنة. إنهم يعتبرونك مثيراً للفتنة، بسبب ما تقوله والفتنة التي تثيرها». واتهمه ب«انتهاك حقوق الناس خلال السنوات ال21 الماضية». وأشار الى ان ممارسات جنتي، وهو رئيس «مجلس صيانة الدستور»، «تضرّ باستقلالية القضاء»، وتنهي سلطة مجلس الشورى (البرلمان) للاشراف على عمل الحكومة. واختتم كروبي كلامه مذكراً جنتي بأن من يقبعون في السجون الآن و«تتهمهم بالفتنة مطالباً بالتعاطي معهم بجدّية»، هم مثل «من قاتلوا مطلع الثورة مع «إرهابيين» مثل ابنك». في غضون ذلك، أفاد موقع «راه سبز» المؤيد للاصلاحيين بأن السلطات أفرجت عن مهدي غزالي نجل رجل الدين المحافظ البارز عبد القاسم غزالي، عضو «مجلس خبراء القيادة» والذي ينتقد التوجّه السياسي لابنه. ومهدي غزالي طبيب ومن قدامى المحاربين في الحرب ضد العراق، وينتقد الرئيس محمود أحمدي نجاد على مدونة اكتسبت شعبية كبيرة في ايران. واعتُقل في 13 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، بتهمة «العمل ضد الامن القومي والمس بالنظام العام».