أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال لقاء قمة جمعهما في القاهرة أمس، أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية «من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها»، وناقش الجانبان العلاقات الثنائية وترتيبات القمة العربية المقررة أواخر الشهر المقبل في عمان، والأوضاع في المنطقة لا سيما جهود مكافحة الإرهاب. وكان السيسي استقبل في مطار القاهرة أمس الملك عبدالله، ثم عقد الزعيمان جلسة محادثات مغقلة في قصر الاتحادية الرئاسي، تلتها جلسة محادثات موسعة بحضور رئيسي وزراء البلدين وأعضاء الوفدين، رحب في بدايتها السيسي ب «ضيف مصر الكبير» منوهاً بالتنسيق القائم بين البلدين في شأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، فيما أشاد عاهل الأردن ب «الدور المحوري لمصر في خدمة القضايا العربية وجهودها في تعزيز التضامن العربي» وفقاً للناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف. وأوضح يوسف أن المحادثات «تطرقت الى مختلف جوانب العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها، وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لما تشهده من تطور في مختلف المجالات، وأكد الزعيمان أهمية استمرار اللجان العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين في بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في مجالات متعددة خلال الاجتماع الأخير للجنة الذي عقد في آب (أغسطس) الماضي في القاهرة». وأضاف الناطق الرئاسي أن السيسي أعرب عن تطلعه للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر المقبل في الأردن، مؤكداً ثقته في نجاح المملكة في استضافة هذا الحدث المهم وفي خروج القمة بقرارات ترقى الى مستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية، كما أشار إلى «استعداد مصر الكامل للتنسيق مع الأردن للوصول إلى هذا الهدف، خصوصاً في ضوء توافق رؤى البلدين حول معظم القضايا الإقليمية والدولية». وأكد الزعيمان «أهمية دعم الجامعة العربية، لا سيما أنها إحدى أهم آليات العمل الجماعي العربي، سعياً الى توحيد مواقف الدول العربية والتصدي للأخطار التي تواجهها في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة». وأشار السفير يوسف إلى أن الجانبين «استعرضا سبل التحرك المستقبلي في إطار السعي لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خصوصاً مع تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولاياتالمتحدة، فضلاً عن بحث سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدسالشرقية باعتبار ذلك من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها، وفي إطار الحرص على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والأراضي الفلسطينية، بما يساهم في إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط». وأضاف يوسف أن المحادثات «شهدت التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الحالي في الأراضى السورية، والحفاظ على المسار السياسي الذي يقوده مبعوث الأممالمتحدة»، مؤكدين في هذا السياق «أهمية اجتماعات آستانة لضمان تنفيذ اتفاق وقف النار». كما شدد الجانبان على «ضرورة إنهاء المُعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، وضرورة العمل على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، والتصدي بقوة للجماعات الإرهابية ومنع كل أشكال الدعم المقدم لها». كما أعرب الجانبان عن «دعمهما العملية الجارية لتحرير الموصل من سيطرة حركة داعش الإرهابية، بما يساهم في عودة الاستقرار لهذا البلد العربي، ويسمح ببدء إعادة إعماره. كما أكد الجانبان أهمية دعم جهود المصالحة والتسوية السياسية في العراق لما فيه مصلحة الشعب العراقي». وأشار البيان إلى أن الزعيمين استعرضا الجهود المصرية الرامية ل «توحيد الصف الليبي، وتبادلا الآراء حول سُبل الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا واحترام إرادة شعبها، وإيجاد حل ليبي خالص يُرسخ دعائم المؤسسات الوطنية الليبية دون أي تدخل خارجي». ونقل البيان تأكيد الزعيمين على «أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وذلك في إطار استراتيجية متكاملة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية وإنما تشمل كذلك الجوانب الثقافية والاقتصادية والفكرية». وعقب انتهاء المحادثات، أقام السيسي مأدبة غداء تكريماً لملك الأردن والوفد المرافق له، قبل أن يصطحبه إلى مطار القاهرة، حيث كان في وداعه.