دعت الأممالمتحدة اليوم (الثلثاء) السلطات الليبية إلى ضمان تسليم سيف الإسلام ابن معمر القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية ليواجه اتهامات بالقتل «تماشياً مع التزامات ليبيا الدولية»، موضحة أن محاكمة سيف الإسلام التي جرت في ليبيا لا تفي بالمعايير الدولية. وحكمت محكمة في طرابلس بالإعدام غيابياً على سيف الإسلام في تموز (يوليو) عام 2015 بسبب جرائم حرب من بينها قتل محتجين خلال الانتفاضة. ورفضت قوات الزنتان التي تحتجزه تسليمه قائلة إنها غير واثقة من ضمان طرابلس عدم هروبه. وحض التقرير الذي أعده مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا السلطات الليبية على إصلاح نظام العدالة الجنائية قائلاً إن هذه المحاكمة سلطت الضوء على «عيوب كبيرة»، مشيراً إلى محاكمة 37 متهماً من بينهم سيف الإسلام انتهكت في شكل خطر الإجراءات القانونية الواجب اتباعها. وبيَّن التقرير أن المتهمين تعرضوا إلى الاحتجاز في سجن انفرادي لفترة طويلة من دون السماح بالاتصال بالأسرة أو المحامين كما اوضح أنهم ربما قد تعرضوا للتعذيب لكن لم يتم التحقق من ذلك في شكل ملائم، ما يؤكد أن تلك المحاكمة «لم تطبق المبادئ والمعايير الدولية للمحاكمة النزيهة وتمثل انتهاكاً أيضاً للقانون الليبي في بعض النواحي». إضافةً إلى «عدم استدعاء شهود ادعاء للإدلاء بأقوالهم أمام المحكمة ما يقوض قدرة المتهمين على الطعن في الأدلة». وقال تقرير الأممالمتحدة «الحكومة الليبية غير قادرة على ضمان اعتقال وتسليم (سيف الإسلام) الذي ما زال في الزنتان ويُعتبر خارج سيطرة السلطات الليبية المعترف بها دولياً»، لكن «ممثل الادعاء (في المحكمة الجنائية الدولية) يسعى إلى تسليم (سيف الإسلام) إلى السلطات الليبية من أجل المضي قدماً في قضيته». ومن المقرر أن تراجع محكمة النقض الليبية الإجراءات التي تم إتباعها في هذه القضية، ولكن ليس الوقائع والأدلة. وقال تقرير الأممالمتحدة «مثل هذه المراجعة لا تمثل استئنافاً كاملاً وفقاً لما تتطلبه المعايير الدولية». وقال الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان «هذه المحاكمة فرصة مهدرة لتحقيق العدالة». وكان سيف الإسلام ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي ورئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي من بين تسعة متهمين حُكم عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص. ومنذ الإطاحة بوالده في 2011 يحتجز سيف الإسلام في منطقة الزنتان الجبلية الغربية الليبية لدى أحد الفصائل التي تتنازع على السلطة منذ مقتل الزعيم الليبي.