خصصت السعودية بليوني دولار «وديعة لدعم الريال اليمني والاستقرار المالي وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني اليمني»، بعد محادثات أجراها في الرياض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وعاد هادي إلى عدن أمس من السعودية، بعد زيارة ناقش خلالها «المراحل اللاحقة للعمليات الميدانية التي يُعد لها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بالتعاون مع التحالف العربي لتحرير الشريط الساحلي، وصولاً إلى محافطة الحديدة وميدي». وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن «محادثات هادي مع المسؤولين السعوديين تناولت الوضع الاقتصادي الراهن لليمن، وإمكان دعم العملة الوطنية، ووقف الانهيار الحاصل جراء عبث الحوثيين وخزنهم في الكهوف احتياطات اليمن ومدخرات البنك المركزي التي نهبوها ويضاربون فيها في السوق، لسحب العملة الصعبة وإيجاد حال من عدم الاستقرار». وفي نيويورك، أكد مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة السفير خالد اليماني أن «إيران مستمرة في التحريض على الحرب في اليمن، ومهاجمة دول الجوار، وإرهاب الممرات الدولية في جنوبالبحر الأحمر وباب المندب». وقال في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تناولت التدخلات الإيرانية في اليمن، «إن إيران مستمرة في تمويل الحوثيين في اليمن ودعمهم استراتيجياً وعسكرياً، من خلال تدريب الحوثيين وإرسال شحنات الأسلحة والذخائر إلى اليمن في انتهاك صارخ لقراري مجلس الأمن 2216 و2231 لعام 2015». وأشار المسؤول اليمني في الرسالة، التي نشرت نصها كاملاً وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس، إلى أنه «تم اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة في شكل متكرر من عدد من الدول الأعضاء والقوات البحرية المشتركة»، موضحاً أن «قائد ميليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي صرح في خطاب متلفز في 10 شباط (فبراير) 2017 بأن جماعته بدأت تصنع طائرات تجسس، ما يثبت مدى انتظام الجانب الإيراني في تزويد الحوثيين بالسلاح والخبرات، ما يسهم في إطالة أمد الحرب وإعاقة السلام». وكشف مندوب اليمن الدائم في الأممالمتحدة أن قوات ميليشيات الحوثي لا تزال تتلقى التدريب من عناصر قوات الحرس الثوري الإيراني، وما يسمى «حزب الله» اللبناني على استخدام الأسلحة الحديثة التي تم نهبها من مخزون القوات المسلحة اليمنية، إضافة إلى الأسلحة الإيرانية. وأضاف: «شنت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية هجمات صاروخية وباليستية غير مسؤولة وبلا تمييز ضد حدود السعودية، أسفرت عن مئات الإصابات، وتدمير البنى التحتية المدنية بما فيها المدارس والمستشفيات». وبين السفير اليمني أن صواريخ «قاهر 1» والصواريخ الباليستية «زلزال 3» المستخدمة في هذه الهجمات صنعت في إيران كما حددت ذلك لجنة الخبراء في اليمن، مضيفاً أن ميليشيات الحوثي بدأت، وفي شكل متكرر، مدعومة من الإيرانيين وبطريقة مشابهة لآليات وتكتيكات الجيش الإيراني المستخدمة من قبل في مضيق هرمز، في مهاجمة السفن العابرة لمنطقة جنوبالبحر الأحمر. إلى ذلك، أوضح وزير التعليم اليمني عبدالله لملس أن الأطفال الذين أجبروا على القتال في صفوف الحوثي سيمنحون برامج تسوية لإلحاقهم ببقية زملائهم، تعويضاً عن السنوات الدراسية التي حرموا منها، مبيناً أن هناك أكثر من 1700 مدرسة دمرها الحوثيون خلال الحرب، وجعلوا منها ثكنات عسكرية. وعلى الأرض، قصفت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، أمس، قرى ومساكن المواطنين في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة. وقال مصدر عسكري في المقاومة الشعبية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «إن الميليشيات قصفت منازل المواطنين في منطقة النسرين، والدريعاء، بعد يومين من خسارتها أبرز قيادتها في عمليات نوعية للمقاومة الشعبية». وأضاف: «إن مواجهات عنيفة شهدتها منطقة كعواش في مديرية ذي ناعم، بين أبطال المقاومة الشعبية، وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، التي فشلت في التقدم إلى المواقع التي تم تحريرها خلال اليومين الماضيين». وذكر المصدر أن الميليشيات، وفي محاولة انتقامية، قامت بقصف منازل المواطنين في منطقة الدريعاء من مواقعها في منطقة باشعاب ناصر، إضافة إلى قصفها من موقع المختبي وعباس، باتجاه موقع النقطة وموقع أكتف. وكان أفراد المقاومة الشعبية بجبهة ذي ناعم، وآل حميقان وطياب، تمكنوا من قتل قيادات كبيرة في الميليشيات، بعد هجوم فاشل نفذه الانقلابيون الخميس الماضي.