بات الاسترالي جوليان اسانج، «الرجل المخيف» لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي)، مرشحاً للقب «رجل العام» في اختيارات مجلة «تايم» الأميركية التي ستعلن اسم الفائز الشهر المقبل. وكان أسانج اغضب منذ تموز (يوليو) الماضي وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بنشره آلاف الوثائق السرية عن الحرب في افغانستان والعراق، كاشفاً نيته نشر وثائق تتعلق ببلدان أخرى بينها روسيا ولبنان. ويتقدم اسانج، بحصوله على 24719 صوتاً في تحقيق اجرته «تايم»، على المغنية لايدي غاغا (22892 صوتاً)، والمعلق اليميني غلين بيك القريب من حركة «حزب الشاي» (22518 صوتاً)، علماً ان رؤساء تحرير مجلة «تايم» قد لا يختارون بالضرورة الفائز بهذا التحقيق غير الرسمي. ولم يواجه الجيش الأميركي في تاريخه امراً مماثلاً لتسريبات موقع «ويكيليكس» التي وضعته امام اختبار مواصلة خوضه النزاعات الدولية، في وقت يعلم ان كل اتصالاته السرية قد تصبح علنية، ما يفضح بعض عملياته ويكشف وجوه التقصير فيها او يعرضها لانتقادات. وكان موقع «ويكيليكس» الالكتروني سرّب في مرحلة اولى شريطاً مصوراً لغارة جوية شنتها مروحية اميركية في العراق العام 2007، واسفرت عن مقتل 12 شخصاً بينهم صحافيان، ثم نشر في 26 تموز (يوليو) الماضي 77 الف وثيقة تضمنت معلومات عن حوادث قتل فيها مدنيون في افغانستان، وعن صلات مزعومة بين استخبارات باكستان وحركة «طالبان»، وأسماء مخبرين أفغان تعاونوا مع قوات التحالف الدولي. وفي تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، نشر موقع «ويكيليكس» نحو 400 الف وثيقة بعضها يتهم القوات العراقية بارتكاب اعمال تعذيب تسترت عليها واشنطن، ويتهم قوات التحالف بالتورط بأكثر من 300 حالة تعذيب اخرى في هذا البلد، اضافة الى حالات غير معلنة قتلت فيها القوات الاميركية مدنيين عند حواجز، او خلال عمليات عسكرية. ولم يكشف موقع «ويكيليكس» مصدر التسريبات عن افغانستان، فيما تحوم الشكوك حول وقوف برادلي مانينغ المتخصص في الاستخبارات داخل الجيش الاميركي والمعتقل في واشنطن منذ ايار (مايو) الماضي، خلف المعلومات المسرّبة عن العراق. وتحتم هذه التسريبات خوض الجيش الاميركي «حرباً داخل حرب»، تهدف الأولى الى هزيمة العدو والثانية الى حماية قراراته الميدانية وتوجيهاته من «تربص» قضاة ومحامين بانتهاكات قواته، وصولاً الى التشكيك بصدقية التزامها الأهداف السياسية المعلنة والقواعد الدولية لحقوق الانسان. وقدم اسانج نفسه باعتباره «يدافع عن الشعوب»، ويسعى الى «تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وانقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ»، فيما يتهمه منتقدوه، وفي مقدمهم البنتاغون ب «اللا مسؤولية وتعريض حياة مدنيين وعسكريين للخطر». وبعد نشر الوثائق، اتهِم اسانج بالتورط بقضية اغتصاب في السويد، وهو ما نفاه متحدثاً عن «قضية مفتعلة ضده» تعززت اثر رفض السويد الشهر الماضي طلب اصدار رخصة عمل واقامة له، قبل ان يعلن هذا الاسبوع إنه قد يطلب اللجوء السياسي في سويسرا وينقل موقعه على شبكة الانترنت إلى هذا البلد «للعمل في أمان». وصرحت كريستين هرافنسن المقربة من اسانج اول من امس، بأن موقع «ويكيليكس يريد وجوداً عالمياً عبر انشاء شركة تشكل اول كيان قانوني معروف للموقع في ايسلندا». وتابعت: «سجلنا صنشاين برس برودكشنز كشركة في ايسلندا ولكن ليس لدينا مكتب او نشاطات حالياً، ولم نقرر بعد اذا كنا سنستخدمه لجمع اموال او معلومات».