يوكوهاما – رويترز، ا ف ب، يو بي أي – طغت مجدداً على قمة دول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) أمس في مدينة يوكوهامااليابانية، الخلافات بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، التي تجاوزتها قمة مجموعة العشرين، مع عودة واشنطن وبكين إلى مواقفهما المتعلقة بالتجارة والعملات. وافتُتحت القمة أمس، بمشاركة 21 رئيساً من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بينهم الرؤساء الأميركي باراك اوباما والصيني هو جين تاو والروسي ديمتري مدفيديف، للبحث في خطوات لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي وصياغة استراتيجية للنمو. وترأس جلسة افتتاح القمة رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، مبدياً رغبة طوكيو في شراكة عبر الأطلسي، التي ستضم اقتصادين من 3 أكبر اقتصادات في العالم في حال انضمت اليابان إليها. وأشار في اجتماع لمسؤولين في مجال الأعمال قبل انطلاق القمة، إلى توق بلاده ل «الانضمام إلى المفاوضات في شأن المبادرة»، مؤكداً قرار «الانفتاح مجدداً في شكل كبير»، في إشارة إلى انفتاح البلاد في القرن ال19 وانعزالها الطوعي منذ نحو 200 سنة. وأعلن مسؤول حكومي ياباني، أن زعماء «أبيك» اتفقوا بعد جولة أولى من المحادثات، على أن الاقتصاد العالمي «يتحسن»، لكن «لا يزال هشّاً». ورأى أن «مشاكل الديون السيادية لا تزال مصدر خطر، كما تبعث البطالة والقطاع المالي على القلق». وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما دولاً مثل الصين، من «الاعتماد الزائد على الصادرات بهدف تحقيق النمو». فيما أكد الرئيس الصيني هو جين تاو التزام بلاده «إصلاحاً تدريجياً لنظامها الحالي لسعر الصرف». واعتبر أوباما في كلمة ألقاها خلال منتدى رجال الأعمال من منطقة آسيا والمحيط الهادي، أن «أحد الدروس المهمة التي علمتنا إياها الأزمة الاقتصادية هو حدود الاعتماد الأساسي على المستهلكين الأميركيين، وعلى الصادرات الآسيوية كمحرك للنمو الاقتصادي». ودافع اوباما عن سياسته الاقتصادية، واكد ان بلاده «ستواصل لعب دور محرّك في آسيا». ولم ينكر أن «التحديات لا تزال كبيرة»، مرجحاً حصول «حالات فشل وخلافات، إذ لن نحل كل المشاكل في اجتماع واحد او رحلة واحدة او حتى ولاية واحدة». واعتبر أن «ما دفعنا إلى تبني خطة اقتصادية وإجراء الإصلاح المالي الأكثر صرامة منذ الركود الكبير، هو كون اقتصادنا الأول عالمياً ومحركاً للنمو العالمي». ولفت إلى «خفض نفقات ما هو غير اساسي لمواجهة تحديات موازنة ضخمة». ورأى، أن «أمن الشعب الاميركي ورخاءه مرتبطان في شكل وثيق بأمن آسيا ورخائها». ولفت إلى أن رحلته إلى المنطقة «لم تكن الأولى ولن تكون الاخيرة»، مؤكداً أن «اميركا تلعب مجدداً دوراً محركاً في آسيا». وأعلن هو، أن «تغيير السياسة الاقتصادية سيحصل تدريجاً»، لافتاً إلى أن بلاده «تريد التوسع في نمو الطلب المحلي». وحذّر من «مطالبة الدول الناشئة باكثر من قدراتها كي لا تقوض نموها». ورأى أن على المجتمع الدولي «تشجيع الاسواق الناشئة في آسيا والمحيط الهادئ على تحمل مسؤولياتها الدولية على اساس قدراتها وخصائصها الوطنية ومستويات نموها»، إذ اعتبر أن ذلك «لن ينتج الا ضرراً للأسواق الناشئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ». وأكد مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي توم دونيلون مجدداً «رغبة المسؤولين الأميركيين في تحرك صيني سريع في شأن إصلاح نظام سعر الصرف، وسيترقبون تحركاً لليوان» بحلول زيارة يقوم بها هو إلى واشنطن في كانون الثاني (يناير) المقبل. ولفت إلى أن «إيقاع هذا التحرك هو قرار سيادي بالنسبة إليهم». وأوضح أن زيارة هو لواشنطن «ستكون وقتاً مهماً للنظر في حجم التقدم على هذا الصعيد»، مشيراً إلى أن «الولاياتالمتحدة تريد إسراعاً في الإصلاحات الصينية، إذ نعتقد أنها مهمة للصين وللعالم من أجل مسار اقتصادي مستقر مستقبلاً». وحمّل رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان الطرفين المسؤولية، لافتاً إلى «اعتقاد كل طرف بأن على الطرف الآخر بذْل جهود تفوق جهوده». وحضرت قمة كانكون الخاصة بالمناخ في لقاء رجال الأعمال، إذ وعد الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون، بأن تثمر المفاوضات الدولية حول المناخ التي ستُستأنف نهاية هذا الشهر، «نتائج لا سابق لها». ولفت إلى وجود «مبررات تدفع الى التفاؤل المعقول في شأن ما سيحصل» في القمة. ويصدر المشاركون اليوم بياناً يحمل اسم (رؤية يوكوهاما) الذي يلخّص نتائج القمة.