كشفت مصادر أمنية ل«الحياة» عن توقيف مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب شخصين ومداهمة منزل ثالث للاشتباه في تعاملهم مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد». وأوضحت المصادر أن قوة من مخابرات الجيش أوقفت مساء أول من أمس الرتيب المتقاعد في الجيش اللبناني ح. أ. ح. (55 سنة) من بلدة القنطرة قضاء مرجعيون - حاصبيا، ويسكن في بلدة القصيبة قضاء النبطية، ويملك محلاً لبيع المواد الغذائية في بلدة بريقع. وكانت المخابرات راقبت الموقوف قبل توقيفه نتيجة لمعلومات عن الاشتباه بتعامله مع اسرائيل، ولاحقاً داهمت منزله ومحله فلم تجده فيهما، وبعد البحث وجد عند مختار بلدته القنطرة، فأوقف على الفور. ولفتت المصادر الأمنية نفسها الى أنه اثناء اقتياد الموقوف بالسيارة العسكرية الى مديرية المخابرات في اليرزة للتوسع في التحقيق معه، اعترف على الفور بتعامله مع اسرائيل، وأرشد القوة إلى مكان وجود التجهيزات، فداهموا منزله في القصيبة ووجدوا جهاز ارسال واستقبال، وكاميرا، وجهاز كمبيوتر، وأقراصاً مدمجة، ولاحقاً أوقف إبناه رهن التحقيق. وأشارت المصادر الى أن توقيف الابنين هو اجراء طبيعي لاستيضاح بعض الأمور والحصول على بعض المعلومات عن والدهما الموقوف. الى ذلك، داهمت قوة من مخابرات الجيش بلدة ابل السقي، وأوقفت ج. س. ح. للاشتباه في تعامله مع «الموساد». وذكرت المصادر الأمنية نفسها ل «الحياة» أن الموقوف هو من ابل السقي قضاء مرجعيون - حاصبيا، ومقيم في صورة دائمة في عاليه، وأنه اخضع للمراقبة للاشتباه في تعامله مع «الموساد». وأوقفته قوة المخابرات عند وصول معلومات عن وجوده في منزل والدته في البلدة، وصادروا منه جهاز اتصال كان في حوزته، كما صادروا سيارته وبداخلها كاميرات. وفجر أمس، داهمت قوة ثالثة لمخابرات الجيش في الجنوب، بناء لمعلومات، منزل م. ش. د. في بلدة حداثا قضاء بنت جبيل للاشتباه في تعامله مع «الموساد»، حيث أفادت زوجته وأولاده أنه غادر المنزل قبل اربعة أيام وأنهم لا يعرفون مكانه، فصادرت القوة سيارته من نوع جي ام سي وجهاز كمبيوتر. وقالت المصادر الأمنية أنه بات «واضحاً أن الشبكات أصيبت بانهيار نفسي»، عازية السبب الى أن «مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي تمكنا من تحقيق انجاز فني مهم قاد الى وضع اليد على الشبكات»، الأمر الذي أكدت المصادر أنه «بمثابة سر تقني وضعنا أيدينا عليه، وقاد من خلال التحليل الى وضع اليد على الشبكات»، وأكدت أنها لم تكشف عن ماهية السر التقني حفاظاً على سرية التحقيق، خصوصاً أن ثمة شبكات أخرى تتم ملاحقتها في الوقت الحالي، لافتاً الى ان اسرائيل التي تعترف بتوقيف الشبكات، تبدي حيرتها تجاه انهيار هذه الشبكات. وفي السياق نفسه، كشفت مصادر امنية أن التحقيقات جارية مع الموقوفين بتهمة التجسس لمصلحة «الموساد» لمعرفة ما اذا كان بعضهم ضالعاً في اغتيال أحد كوادر المقاومة علي حسين صالح عام 2003 جراء تفجير سيارته في الضاحية الجنوبية لبيروت (اوتوستراد هادي نصر الله) وهو يهم بالصعود اليها، خصوصاً أن التحقيقات الأولية مع الموقوف ناصر محمود نادر الذي اوقف قبل نحو عشرة أيام في بلدة الغندورية قضاء بنت جبيل أظهرت أنه كان مكلفاً بمراقبة القيادي في «حزب الله» غالب عوالي الذي اغتيل عام 2004 أمام منزله في حي معوض. وأشارت المصادر الى أن التحقيق يحاول ربط المعلومات لكشف هوية المنفذين.