طهران – أ ب، أ ف ب - احتدمت الحملة الانتخابية في إيران أمس، إذ اتهم المرشح الإصلاحي للرئاسة مير حسين موسوي منافسه المحافظ الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد بأنه ألحق «العار» بالبلاد على الساحة الدولية، فيما أكد الأخير انه سيواصل سياسته إذا انتُخب لولاية ثانية في 12 حزيران (يونيو) المقبل. أما المرشح المحافظ محسن رضائي فتعهد ردع إسرائيل «بضربة واحدة» عن مهاجمة إيران. وأشار موسوي في كلمة في جامعة أصفهان، الى الخطاب الذي القاه احمدي نجاد خلال مؤتمر مكافحة العنصرية في جنيف في نيسان (أبريل) الماضي، معتبراً ان الرئيس الإيراني عرّض للخطر مكانة البلاد، باتباعه «سياسات طائشة». وقال: «شعبنا لم يمنحك الحق لتلحق العار به. بذهابك الى سويسرا، هل صنت شرفنا؟ لقد ألحقت بنا العار، لدرجة ان جواز سفرنا بات يُعادل ذلك لدولة مثل الصومال». وشدد على معارضته «سياسات سبّبت توتراً وعدم ثقة واضطراباً غير ضروري. من غير المقبول بالنسبة الينا ان نرى في تعرّض رئيسنا للازدراء في مؤتمر دولي، إهانة تطاول أمتنا بكاملها». واتهم موسوي حكومة احمدي نجاد بنشر أرقام مغلوطة، لتجنب انتقاد أدائها. واعتبر في برنامجه الاقتصادي الذي نُشر في صحيفة «كلمه سبز» (كلمة خضراء)، التضخم الذي يبلغ نحو 26 في المئة، «مرضاً مزمناً. علينا أن نخفض التضخم الى ما دون 10 في المئة». وفي انتقاد لأحمدي نجاد، أشار موسوي الى ضرورة استخدام عائدات النفط للمساعدة في «خلق الوظائف والوحدات الصناعية التي يمكن ان تزيد الإنتاج»، وليس على شكل مبالغ نقدية تُقدم للشعب. في الوقت ذاته، أفادت وكالة أنباء إيرانية مقربة من الإصلاحيين بأن السلطات منعت الدخول الى موقع «فايسبوك»، لأن مؤيدي موسوي نجحوا في استخدامه في حملته الانتخابية. أما المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي، فاعتبر الحديث عن احتمال انسحابه لمصلحة موسوي، «كذباً صريحاً وحرباً نفسية». في المقابل، شدد احمدي نجاد على «التزامه بخطه السياسي» اذا انتُخب لولاية ثانية. وذكّر بأن إيران وضعت خلال عهد الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي، في «محور الشر. هذه الإهانة للشعب الإيراني في ظل سياسة إزالة التوتر (التي اتبعتها الحكومة الإيرانية السابقة)، لا سابق لها بعد انتصار الثورة الإسلامية» عام 1979. وقال ان «نتيجة سياسة إزالة التوتر كانت إغلاق كل منشآتنا النووية». وأضاف ان حكومته «وبأقل ثمن ممكن أو بثمن يقترب من الصفر، حققت أهداف السياسة الخارجية للبلاد»، لافتاً الى انها تتبع «سياسة الثورة والإمام (الخميني) والقائد (علي خامنئي)». وأعلن أحمدي نجاد إرجاء المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، الى «ما بعد الانتخابات». رضائي يهدد إسرائيل أما رضائي فقال: «في حال استلمنا الحكومة، لن تجرؤ إسرائيل على تهديد إيران، لإن الإسرائيليين والأميركيين يعرفوننا جيداً ويعرفون أصدقاءنا». وأضاف رضائي الذي قاد الحرس الثوري 16 سنة: «حكومتي تدرك قيمة الصواريخ والدبابات، كما تدرك معنى السياسة الخارجية، وتعلم بالضبط نقاط ضعف إسرائيل ومكان وجود المراكز الحساسة فيها. يمكن لحكومتي ان تردعهم الى الأبد بضربة واحدة. وجودنا في الحكم سيشكل رادعاً أمام التهديدات». وزاد انه سيشكل حكومة «ائتلاف برغماتي». وجاءت تصريحات رضائي بعدما أظهر استطلاع للرأي العام نشرت نتائجه جامعة تل أبيب أمس، ان 51 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فيما يعتبر 74 في المئة منهم ان انفتاح الرئيس الاميركي باراك اوباما على طهران مصيره الفشل. وأوضح الاستطلاع الذي اجراه مركز الدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، ان 81 في المئة من الإسرائيليين مقتنعون بأن ايران ستمتلك السلاح النووي. وفي الذكرى ال27 لتحرير مدينة خرمشهر من القوات العراقية، قال مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ان «أعداء إيران والإيرانيين لا يحبون الفخر بالإسلام والقيم الإسلامية، ولذا على كل المسؤولين والمرشحين الرئاسيين التنبه إلى عدم التحدث بشيء يُسرّ الأعداء».