القدس المحتلة - ا ف ب - يخشى أهالي حي رأس العامود، وهو من أجمل أحياء القدسالشرقيةالمحتلة، على مستقبل أبنائهم بعد انتقال عشرات المستوطنين المتشددين إلى مجمع استيطاني أُقيم داخل الحي. وقال رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي في راس العامود سليمان العباسي إن تجمع «معاليه هازيتيم»، الذي انتقلت اليه اخيرا 66 عائلة من المستوطنين، «هو عبارة عن مستوطنة مصغرة وسط 15 الف فلسطيني، وهذا الامر يخيفنا». ويبدو التجمع الاستيطاني على شكل قلعة مسورة من كافة الجهات. وهو يضم عدة مبان مبنية بالحجر، ولها شرفات تطل على مدينة القدس، في المراحل النهائية للتشطيب. ويدخل المستوطنون من موقف السيارات في الحي الى المجمع عبر بوابة مركزية كهربائية زينت بأعلام اسرائيلية صغيرة. وتنتشر الكاميرات على طول سور المجمع الذي يحرسه حراس مسلحون ولا يُسمح لأحد من الخارج بالدخول اليه من دون تنسيق مسبق. ولم تتسن مقابلة مسؤول تجمع «معاليه هازيتيم» ارييه كينج الذي يسعى لتهويد القدس، لكنه اكد للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان «66 عائلة يهودية استوطنت اخيراً. لقد تم البناء هنا على ارض يهودية مثلها مثل تل ابيب ومثل حيفا». وتابع: «المكان جميل ويبعد فقط عشر دقائق عن جبل الهيكل وعن حائط المبكى». ويطلق اليهود اسم جبل الهيكل على مجمع المسجد الاقصى، وحائط المبكى على حائط البراق. ويجري العمل على قدم وساق لبناء تجمع استيطاني آخر على بعد 300 متر يضم 108 وحدات سكنية في أرض كان عليها مركز للشرطة، وتحولت الى الجمعيات الاستيطانية التي تقيم عليها مجمعاً استيطانياً اطلقت عليه اسم «معلوت دافيد». وسيربط التجمعين الاستيطانيين جسر علوي بين الأسطح، ويتوقع ان يسكن فيهما 200 عائلة. وقال العباسي: «المستوطنون الذين يسكنون هنا هم ممن يكرهون العرب، ونحن نخشى ان تجري مشاكل في المستقبل لان برنامجهم يقوم على تفريغ القدس من العرب». واوضح ان «المستوطنة الجديدة بنيت على ارض مساحتها 16 دونماً، وهم على وشك الانتهاء من البناء ويريدون توطين 130 عائلة». ويعتبر تجمع رأس العامود الاستيطاني من اكبر التجمعات الاستيطانية في مدينة القدس. وقال رئيس الهيئة الادارية لنادي راس العامود- سلوان اشرف عاصم الأعور: «بات الوضع صعباً جداً. في البداية سكنت خمس عائلات يهودية، ولقد منعونا من اقامة امسيات رمضانية في النادي في (ايلول) سبتمبر الماضي، وازعجونا عندما احتفلنا بتخريج طلاب الثانوية العامة في النادي». واضاف: «لقد استولوا على 400 متر مربع من ارض النادي، بعد ان خسرنا القضية». وتابع: «قبل اسبوع كان اولاد المستوطنين يضربون الحجارة علينا ويلقون حبات فاكهة المندرين على الاولاد، اتصلنا بالشرطة لكنها لم تحضر، وعندما القى ولد فلسطيني عليهم حجرا، هرع حراس المستوطنين.