يستأنف البرلمان العراقي اليوم جلساته لمناقشة مشروع قانون «المجلس الوطني للسياسات العليا» الذي أسندت رئاسته إلى زعيم ائتلاف «العراقية» اياد علاوي. وعلمت «الحياة» أن وساطة أميركية وأخرى كردية أسفرت عن تراجع «العراقية» عن قرارها مقاطعة الحكومة الجديدة بناء على «تعهدات موثوقة». وانهت الكتل السياسية الاربع الفائزة في الانتخابات في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية مرحلة الخرق الدستوري والفراغ السياسي الذي استمر ثمانية شهور في العراق. وتم استئناف جلسات البرلمان، وانتخاب اسامة النجيفي عن «العراقية» رئيساً له وجلال طالباني عن «التحالف الكردستاني» رئيساً للجمهورية، وكلف بدورة نوري المالكي عن «التحالف الوطني» تشكيل الحكومة الجديدة شفهياً، على ان يتم التكليف الرسمي بعد عيد الاضحى. وكانت «العراقية» انسحبت من جلسة البرلمان ورفضت التصويت لتجديد ولاية طالباني قبل المصادقة على عدم تطبيق قوانين اجتثاث البعث على بعض قادتها. وقال القيادي في «العراقية» جمال البطيخ عقب انتهاء اجتماع موسع لأعضاء القائمة امس ل «الحياة» ان «قرار العراقية بالمشاركة في الحكومة نهائي لا رجعة فيه»، مشيراً الى ان «ما حصل في جسلة البرلمان السابقة سوء فهم لا يرقى الى الخلاف وتم اليوم (امس) حل القضايا خلال اجتماعات واتصالات جرت بين القادة السياسيين». وأضاف ان «اعضاء العراقية سيحضرون جلسة البرلمان غداً (اليوم) باعتبارها قبلت أن تكون احد ركاز حكومة الشراكة الوطنية»، لافتاً إلى أن «الانسحاب من الجلسة الأولى لا يضعنا في خانة المقاطعة للعملية السياسية». وأوضح البطيخ انه «سيتم الاتفاق على النقاط الخلافية التي حصلت أمس قبل الدخول إلى قاعة البرلمان، وما جرى ليست له علاقة بالوضع العام والعملية السياسية وعملية تشكيل الحكومة». الى ذلك، ابلغ مصدر قريب من رئيس البرلمان المنتخب اسامة النجيفي «الحياة» ان جدول اعمال جلسة اليوم يتضمن تشريع قانون «المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية»، والبحث في تشكيل لجنة لمراجعة ملفات المعتقلين وإطلاق من لا تثبت ادانته، ومناقشة مصير هيئة اجتثاث البعث. وأضاف المصدر ان «رئيس ائتلاف «العراقية» اياد علاوي اجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الاميركي باراك اوباما عقب الانسحاب من الجلسة، «لمنع حصول التفاف على الاتفاق السياسي الذي جرى بينه وبين المالكي لإلغاء قرار اجتثاث ثلاثة قادة من «العراقية»، هم صالح المطلك وظافر العاني وراسم العوادي». وأشار الى ان «رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تدخل ايضاً لحل سوء الفهم وقدم تعهدات إلى علاوي حول التزام الاتفاقات التي جرت، ليتم حل الازمة في اللحظة الاخيرة ويتم الاتفاق على مناقشة هذه القضايا في الجلسة البرلمانية الجديدة». واتفقت «العراقية» والكتل السياسية الأخرى على أن يكون علاوي رئيساً للمجلس الوطني للسياسيات الإستراتيجية، الذي سيكون جزءاً من السلطة التنفيذية، ويحل محل مجلس الأمن الوطني، إضافة إلى مهام أخرى، ويلزم الوزراء كل حسب اختصاصه حضور اجتماعاته. ويختص المجلس باعداد السياسات الخارجية والداخلية، والشؤون الاقتصادية والنقدية، والشؤون الامنية والعسكرية، وشؤون الطاقة والبيئة والامن الغذائي. ومن مهماته أيضاً بلورة رؤى مشتركة للملفات الاستراتيجية في مؤسسات الدولة العليا في القضايا الاقتصادية والسياسية والامنية والخدمية والطاقة وغيرها.