سيول - رويترز - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس، إن موسكو تأمل بألا تعيق الصراعات السياسية الداخلية الأميركية، التصديق على معاهدة «ستارت» وأن تتم هذا العام الموافقة على المعاهدة التي تقضي بخفض الأسلحة النووية. وقبل أسبوع من قمة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، قال لافروف أيضاً إن روسيا قد تتعاون مع الحلف في شأن «الدرع الصاروخية» وهي القضية التي تثير انقسامات بين روسيا والغرب منذ فترة طويلة، اذا كانت الشراكة متكافئة. والتصديق على معاهدة «ستارت» والتعاون المحتمل في شأن الدفاع الصاروخي، أساسيان في جهود تحسين العلاقات بين روسيا والغرب التي وصلت الى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة حين شنت موسكو حرباً ضد جورجيا عام 2008. وعبر لافروف للصحافيين على هامش قمة مجموعة العشرين عن قلقه من أن المعاهدة النووية التي وقعها الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والأميركي باراك أوباما في نيسان (ابريل) الماضي، قد تقع فريسة للسياسة الحزبية في الولاياتالمتحدة بعد المكاسب الكبيرة التي حققها الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الثاني من الشهر الجاري. وقال: «لا أستطيع سوى أن أعبر بإخلاص عن أملي بألا تطغى الرغبة في هزيمة حزب منافس في الكونغرس على فهم الولاياتالمتحدة لمصلحتها الوطنية». ويتعين أن يصادق مجلس الشيوخ الأميركي المؤلف من 100 مقعد ومجلس الدوما الروسي، على المعاهدة ليبدأ سريانها. وبموجب المعاهدة يخفض عدد الأسلحة النووية المنشورة المسموح بها في الترسانتين الروسية والأميركية بنسبة 30 في المئة وإعادة تفعيل إجراءات التحقق. ويريد أوباما أن يقر مجلس الشيوخ المعاهدة خلال دورته الحالية التي تبدأ الأسبوع المقبل، وهي فترة انتقالية بين المجلسين القديم والجديد لأن مكاسب الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ قد تجعل من الصعب الحصول على 67 صوتاً لازمة حين يجتمع المجلس المنتخب حديثاً العام المقبل. ورأى مدفيديف أن مجلس الدوما يجب ألا يصدق على المعاهدة قبل التأكد من موافقة مجلس الشيوخ. والمعاهدة عنصر رئيسي في حملة أوباما «لإعادة ضبط» العلاقات مع روسيا التي تدهورت في عهد سلفه جورج بوش. وتبنى الكرملين هذه الجهود ورد بتصعيد الضغط على ايران في شأن برنامجها النووي وفتح طرق عبور تساعد العمليات الأميركية في افغانستان. وأوضح لافروف موقف روسيا قبل اجتماعات مدفيديف مع زعماء حلف الأطلسي في لشبونة في 20 الجاري، في اول قمة منذ حرب روسيا مع جورجيا في آب (أغسطس) 2008. وقال لافروف: «نستطيع أن نقول أن فترة عدم التيقن بعد الحرب الباردة انتهت». وأضاف: «لن نضع خطاً تحت هذه الفترة وحسب لكننا سنحدد مهمات للشراكة الاستراتيجية». وأكد ان «حلف الأطلسي ليس تهديداً، لكن أحد المخاطر هي رغبة الحلف في استعراض قدراته العسكرية خارج أراضيه».