كشفت تجربة سريرية أميركية أن اعتماد حمية غذائية قليلة السعرات لها مفعول الصيام لفترة موقتة، يحدث تغيرات خلوية إيجابية للصحة تبطئ من آثار الشيخوخة. وقبل تجربة هذه حمية "برولون" على مئة مشارك، قام علماء من جامعة كارولينا الجنوبية باختبارها على الفئران. ويعتبر هذا النظام الغذائي قليل السعرات الحرارية والسكر والبروتينات، لكنه غني بالدهون النباتية الجيدة. ويتم في إطاره تناول أحسية الخضار والبسكويت العالي الطاقة والشاي ومكملات فيتامينية تقدم بحسب الوجبات، من 770 إلى 1100 سعرة حرارية، بالمقارنة مع استهلاك عادي قدره 2500 سعرة للرجال و2000 للنساء. وتستند هذه الدراسة إلى ملاحظات مطولة عند الديدان وذباب الفاكهة، بينت أنه من شأن تخفيض استهلاك السعرات بشدة أن يطول أمد عيش هذه الكائنات من خلال إبطاء مسار الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها. وقد أظهرت هذه الحمية الغذائية عند الفئران انخفاضاً في معدل الإصابات بالسرطان والالتهابات، فضلاً عن إطالة أمد العيش. وأشار الباحثون إلى أن نظام "برولون" يؤثر أيضا على عملية الشيخوخة عند البشر ويخفض عوامل الخطر المرتبطة بالتقدم بالسن، مثل السكري والسرطان والأمراض القلبية الوعائية، ناسبين هذه المنافع إلى ازدياد عدد الخلايا الجذعية والتجدد الخلوي. وكانت دراسات أجريت قبل التجارب السريرية أظهرت أن نظام "برولون" يزود الجسم بالمغذيات الكبرى والصغرى الضرورية مع إبقائه في حالة صوم تفعل التجدد الخلوي في عدة أعضاء وأنظمة. واستندت هذه المعادلة إلى تحليل معمق للتفاعلات على مستوى الجزيئات بين عناصر غذائية محددة وجينات تؤثر على الشيخوخة يمكن الاستفادة منها لإحداث تغييرات خلوية أكثر تناسقا من تلك الناتجة عن الأدوية. وفي خلال المرحلة الثانية من التجربة السريرية، اختبر الباحثون آثار الحمية خلال ثلاث دورات شهرية مدتها خمسة أيام على المؤشرات الأيضية وعوامل الخطر المرتبطة بالشيخوخة عند 71 فرداً، اختيروا عشوائياً في مجموعة من مئة شخص، في حين شكل الأفراد المتبقون المجموعة المرجعية التي أبقت على نظامها الغذائي الاعتيادي. ولاحظ الباحثون عند المشاركين في هذه التجربة خسارة وزن مقدارها 2.2 كيلوغرام في المعدل وانخفاض في قياس الوسط بمعدل 3 سنتمترات. كما انخفضت كتلة الدهون عندهم وضغط الدم ونسبة الكولسترول السيء والبروتينات المؤشرة إلى الالتهابات. ولم تسجل أي عوارض جانبية لهذه الحمية، بحسب الباحثين الذي لفتوا إلى أن الإمساك عن الطعام لأيام عدة والاكتفاء بشرب المياه قد يؤثر إيجابا على الصحة. غير أن هذه الممارسات تنطوي على مخاطر عدة، أبرزها انخفاض السكر والضغط في الدم وتشكل الحصاة المثانية. كما أن غالبية الأشخاص عاجزون عن اتباع حمية من هذا القبيل.