أظهرت أحدث دراسات الأنظمة الغذائية أن تقييد السعرات الحرارية لا يؤثر على طول عمر الإنسان ولا علاقة له به، حيث إن اتباع الحمية القريبة من التجويع لا تطيل العمر وإنما قد تؤثر على جهاز المناعة بشكل خطير مثل التئام الجروح بشكل أبطأ وتزايد أخطار الإصابة بالأمراض المعدية، كما تتسبب تقييد السعرات الحرارية تقليل الخصوبة أيضاً. وذلك على العكس من الدراسات التي كانت قد أجريت في السابق فقبل عقود توصل باحثون بعد إجراء اختبارات علي فئران تجارب أن الحيوانات التي كان يتم حرمانها من الطعام ظهر أنها تعيش أطول من القوارض التي كانت تطعم حتى الإشباع، مما أثار أن التجويع فكرة جيدة وليست خطيرة على الصحة ، فقد أكدت تلك الدراسات علي هذا التوجه إلى درجة بدء بعض العلماء في تقييد سعراتهم الحرارية على أمل أن يعمروا لسنوات إضافية. ثم بدأت هذه الدراسة بالتراجع حين ظهرت دراسة أجريت على أقارب " قردة الربص الهندية " ، وأوضحت أن العلاقة ليست بالقوة التي كانت مرجوة من قبل، حيث أشارت إلى أن التقليل الكبير بالسعرات الحرارية اليومية بنحو 30% لا يساعد القردة في أن تعمر أكثر من مثيلاتها ولكنه ساعدهم في خفض مستويات الدهون الثلاثية التي تشكل عامل خطر لأمراض القلب إلا أنها لم تمدها بفائدة صحية أو أطالت من عمرهم. وقد يكون لحمية تقييد السعرات الحرارية جذورها التطورية كآلية للبقاء، ولكن هذا التقييد له فقط تأثيرات إيجابية إن كانت الحمية متوازنة عموما . كما أن الدراسة، التي أجريت في العام 1987 وكانت إحدى أطول التجارب المتواصلة لتقصي التأثيرات الناجمة عن حمية تقييد السعرات الحرارية، تناقض الدراسة الوحيدة السابقة التي أجريت على قرود الربص، وكشفت التأثير المعاكس، وهو ما يؤكد العلاقة المعقدة بين معالجة السعرات الحرارية والوظائف الأيضية التي تتصل بالشيخوخة والصحة، وعلى الرغم من تباين الدراسات واختلافها حول تأثير تقييد السعرات الحرارية على العمر فإن الكثير مازال يعقد الأمل على أن تقييد السعرات الحرارية له فوائد صحية معينة.