حينما تكمّ الأفواه... ليس أفصح من الأيدي لتعبّر بجرأة عما يحدث... لن أتحدث عن مسرحية (كل هذا الإيماء) التي تعرض راهناً على مسرح بيروت- عين المريسة والتي أبطالها كل من الممثلين: فايق حميصي عايدة صبرا وزكي محفوض وغيرهم كما سيتحدث الآخرون... إنما سأتحدث عنها برؤية طفولية بريئة... تجد الكثير من الصعوبة حتى تترجم ما تقوله تلك الأيدي... ولكنها رغم ذلك تشعر بالنشوة حين تفك اللغز وتفهم المراد... ما أروع تلك الأكف حين تجتمع كلها لتعقد اتفاقاً لوقف اطلاق النار وما أصدق شجارها حين تختلف جميعاً فتفتح النيران مجدداً فيكون السلام وحده الضحية... مسحة الحزن السائد في المسرحية تلقحها المشاهد الراقصة... سواء أكان هذا الرقص رقصاً هندياً أم شرقياً أم باليه...فقد أعطت هذه المقاطع الراقصة رونقاً خاصاً أضافت على المشاهد نوعاً من الحيوية المميزة تكاد تنسى فيها صعوبة ترجمة المشاهد الايمائية وفهمها... أبدع الممثلون في تجسيد الأدوار..وأبدعت الأيادي في تجسيد التفاصيل بكل دقة وبراعة... وبرع حميصي في حياكة المشهد الأخير الذي وإن يعبر عن حزن... حين يتمكن ملاك الحب والموت أخيراً في أن يزفه إليه... لكن مشهد العرس أعطى انطباعاً بالسعادة رغم الموت... فتحقيق الأماني وإن تخلله موت يضفي على الميت نوعاً من الراحة... أن تسرد الكثير من التفاصيل والدهشة التي تخلفها حركة الأيدي في البال..لَهُو مجال يطول..فسأكتفي بالقليل من الكلام...وأومئ إلى أبطال المسرحية بيدي مبدية كامل الرضا والاعجاب في أدائهم..قائلة سلمت أياديكم...