يرتبط إعلان التشكيلة النهائية لحكومة إقليم كردستان بنتائج الانتخابات النيابية العراقية التي ستحدد أوزان القوى الجديدة ومن ثم معايير تشكيل الحكومة الكردية. وكان حزب طالباني قاطع الاتفاق المبرم بين الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني وحركة «التغيير» و»الجماعة الإسلامية» لتشكيل الحكومة الجديدة، احتجاجاً على عدم منحه إحدى الوزارات الأمنية، كما لم يحسم «الاتحاد الإسلامي» موقفه من المشاركة نتيجة إصراره على استبدال وزارة الكهرباء الممنوحة له بوزارة أخرى، فضلاً عن رغبته في تولي منصب سيادي. ووفق المراقبين فإن هذه المعادلة وضعت «الاتحاد الوطني» الذي ينتظر عودة زعيمه التاريخي من فترة علاج دامت أكثر من عام ونصف العام، أمام خيارين، هما انتظار صدور نتائج الانتخابات التي يعوّل عليها لاستعادة ثقله الضامن لفرض دوره في حكومة الإقليم الجديدة، والحكومة المقبلة في بغداد، واستخدام خيار التحالف مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كورقة ضغط على الطرفين الرئيسين في الحكومة الكردية، لتشكيل تحالف ثلاثي مع بارزاني و»التغيير»، أو الانسحاب من حكومة أربيل مقابل حصول دور مؤثر في بغداد. ووقّعت الكتل النيابية الكردية أمس على عقد جلسة لبرلمان الإقليم يوم غد لانتخاب هيئة رئاسته بعد سبعة أشهر من التأخير، وسط تحفظ كتلة حزب طالباني التي أعلنت أن انتخاب الهيئة المذكورة من عدمه سيكون رهن النتائج التي سيتوصل إليها وفدا «الاتحاد» و»الديموقراطي» خلال اليومين المقبلين، وأكدت أن موعد عقد الجلسة «غير مناسب، ويحسب في خانة الحملات الانتخابية، ما يتطلب عقدها بعد إجراء الانتخابات، كما أن برنامج عمل الجلسة لم يحدد الأسماء المرشحة، أو المباشرة بتشكيل الحكومة الآن، أم بعد الانتخابات». ويعقد وفد حزب بارزاني المفاوض اليوم اجتماعاً مع نظيره في «الاتحاد الوطني»، ولقاء آخر مع «الاتحاد الإسلامي»، للوقوف على مواقفهم من حصتهم وآلية المشاركة في التشكيلة الحكومية، كما سيعقد بارزاني اجتماعاً مع الكتل الصغيرة الحائزة مقعداً واحداً. وكان سكرتير «الديموقراطي» فاضل ميراني أكد أنه «في حال موافقة الاتحاد الوطني على المشاركة في الحكومة قبل الانتخابات فسيمنح منصب نائب رئيس البرلمان كخطوة لإرضائهم بحصتهم من الحقائب الوزارية، وبخلافه يجب أن يرضى بمنصب سكرتير البرلمان كما هو محدد في التشكيلة». من جهة أخرى، وجه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس بياناً للرأي العام الكردي بمناسبة قرب موعد الانتخابات، وأكد أن «المشاركة في انتخابات مجلس النواب العراقي في هذه المرحلة تحمل أهمية خاصة وتعتبر تاريخية، من شأنها أن تعزز الثقل السياسي الكردي في بغداد، للدفاع على حقوق الشعب الكردي ومواجهة خصومه في العملية السياسية العراقية»، داعياً الناخبين الأكراد إلى «المشاركة بكثافة في الانتخابات البرلمانية العراقية.