بين الواقعية والتجريد والخيال، قدمت تسع فنانات تشكيليات، 189 لوحة فنية، احتوت رسائل عدة، وجهتها عضوات مجموعة «الاتجاهات الفنية»، وهي مجموعة تأسست قبل 12 عاماً، ترصد الواقع الاجتماعي تارة، وتجمع بين الحداثة والتقليد تارة أخرى. وتنوعت اللوحات الفنية في المعرض، الذي افتتح مساء أول من أمس(السبت)، إذ حاكت كل فنانة ما يدور في داخلها، فبعضهن رصدن قضايا المرأة السعودية، وأخريات رسمن أوضاع المنطقة العربية وما تشهده من حراك سياسي وحروب ونكبات. وتترجم الفنانة وداد البكر، من خلال لوحاتها «الأحوال الإنسانية وقضاياها، سواءً في العراق، أفغانستان، أم قضايا اجتماعية لمساجين خلف القضبان. كما حاولت تجسيد وضع المرأة السعودية ورسم مظاهر عدة تعتري حياتها، ف «الفن رسالة لا بد من إيصالها، إلا أن داعميها مفقودون» بحسب قولها. وتقول أمينة نقي: «اللوحة قد تتضمن مؤشرات عدة، وأبرز ما رسمته هي لوحة فنية عن «أنفلونزا الطيور»، وجهود محاربتها، فالفنان يرصد المجتمع بريشته». وتطالب رئيسة المجموعة الفنانة مضاوي الباز، بدعم «حركة الفن التشكيلي، وإيصال صوت المرأة الذي ما زال مهمشاً» على حد تعبيرها. وتضيف «الجهود لا تزال تقتصر على المستوى الشخصي، فلا يوجد حراك رسمي لدعم الفنانة التشكيلية، على رغم أن الحركة الفنية النسائية في السعودية تشهد زيادة في أعداد الفنانات»، معتبرة أن المؤشر على ذلك هو «مشاركتنا داخل المملكة، والتي ما زالت محدودة، على النقيض من المشاركات الخارجية، وتحديداً في الدول الأوروبية». وتثابر الباز في إرسال خطابات عدة إلى وزارة الثقافة والإعلام حول المعوقات التي يواجهنها، وآخر إلى «غرفة الشرقية»، «لإيجاد حلول، ودعم الفنانات التشكيليات». وترفض أن تتحدث عن القيمة المادية للوحات، الا أنها لا تنكر أن قيمتها «قد تصل إلى مئات الألوف». وتحدثت الأميرة غادة بنت خالد آل سعود، عن لوحاتها، التي «تجمع بين الحداثة والتقليد، لإظهار التراث بطريقة حديثة»، مضيفة: «عرضت اليوم، 14 لوحة تنبع من التراث السعودي». كما تحضر في لوحاتها مظاهر اجتماعية، أبرزها «الفقر». وتطالب الأميرة غادة وعدد من أعضاء المجموعة، ب «تخصيص أماكن لعرض لوحات الفنانات». وعلى رغم أن مجموعة من الفنانات يتأهبن بالتنسيق مع وزارة الخارجية للمشاركة في معرض خارج المملكة. إلا أنهن يحرصن على الدعم الداخلي،» بحسب الفنانة غادة، والتي تضيف أن «الحضور النسائي في المعارض غير لافت، ومجموعتنا هي ثمار لجهود شخصية».