كثيراً ما أسمع وتسمع من صديق أو قريب عبارة أنت تغيرت وهي إشارة واضحة إلى ما يحمله هذا الصديق من عتب في داخله، ربما كان له ما يبرره، أو أنه تعبير عن ثقافة المجتمع...! وفي رأيي أن أصحاب هذه العبارة، وهم يواجهوننا كل يوم، في الأسواق والمقاهي، وفي قاعات الأفراح وفي المناسبات الاجتماعية المختلفة، وعبر الهاتف النقال، هم أحد صنفين...! إما أنهم من تلك النوعية المحبة، والصادقة في حبها وشعورها، أو أنها من النوع الآخر الذي يطاردك في كل مكان، يراقب تصرفات وكلامك وحتى ملبسك، ويشعر بالدونية التي تصل به إلى الحسد، والنقمة عليك...! وهذا الصنف الأخير هو ذلك الذي يعاني من الفراغ، وبالتالي أشغل نفسه في متابعة الناس، وتصيد أخطائهم، وكأن الناس لا يخطئون، ولو نظر هؤلاء لتصرفاتهم «هم» لخجلوا من أنفسهم، واستداروا حياءً، إن بقي لديهم شيء من الحياء...! مثل هؤلاء من المهم التعامل معهم بلطف، وتقبل آرائهم، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالمشاهير في الرياضة والفن ورموز الإعلام من كتاب الرأي، والضيوف الدائمين على القنوات الفضائية، ونخبة من كتاب الأعمدة الرياضية...! والتغيير مهم من وجهة نظري وأعني التغيير الإيجابي فهذا التغيير مطلوب، وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام يقول: «الدين المعاملة»، ويقول في حديث آخر: «أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً». ولذلك ينبغي على كل من وضعه موقعه في الواجهة أن يكون شعاره في هذه الحياة «التواضع ومحبة الناس»، ومعاملة كل من يقابلهم بحسب ثقافاتهم، من دون تأفف أو إظهار شيء من الكبر والغرور والتعالي...! وعودة إلى العنوان الرئيسي لهذه المقالة، فإن المعنى يفهم على أن المخاطب بكسر الطاء يقصد أنك مغرور، وأصبح من الصعوبة التحدث معك كما كان الوضع قبل أن تصبح كاتباً أو لاعباً أو وجهاً تلفزيونياً...! وأهمس هنا في أذن أصحاب هذه العبارة، أن عليهم أن يجدوا العذر لبعض هؤلاء المشاهير، فمسؤولياتهم أصبحت كبيرة، وعلاقاتهم كثيرة، وباتت لديهم أجندات لم تكن موجودة في السابق، وعليك أن تتقبل منه سلام عابر، وتحمد الله أن بادلك السلام، أو ردّ على اتصالك...! إننا في حاجة إلى إشاعة روح المحبة فيما بيننا، وخصوصاً في وسطنا الرياضي، فقد تغيرت أحوالنا وأوضاعنا، وباتت علاقاتنا متوقفة على ميول وانتماءات للأندية، ولذلك قسنا كل علاقاتنا الشخصية من هذه الزاوية المظلمة. [email protected]