فاجأ مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم بيسيرو المتابعين والمحللين، بترشيحه 38 لاعباً للدخول في معسكر إعدادي يسبق المشاركة في دورة الخليج في اليمن في ال 22 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، فاختيار هذا العدد الكبير من اللاعبين ليس له ما يبرره سوى أن المدرب يبحث عن إرضاء الشارع الرياضي السعودي بهذه الاختيارات، وإلا فكيف يمكن لمدرب أن يستمر في تجربة هذا العدد الكبير من اللاعبين قبل بدء بطولة بأيام قليلة وفي مباراتين وديتين خلال يومين؟ المتعارف عليه أن مدرب المنتخب يفترض أن يكون ملماً بكل تفاصيل الأندية واللاعبين، وكذلك متابعاً للمسابقات السعودية، وبالتالي فكان يجب عليه التوصل لتوليفة لا تتجاوز 22 لاعباً يمثلون أفضل الخيارات للمشاركة في بطولتين متقاربتين هما كأس الخليج في اليمن ونهائيات كأس آسيا في الدوحة، وليس كما يحدث الآن من استدعاء لاعبين بقوا على دكة البدلاء في أنديتهم، أو العائدين من إصابات طويلة؟ فهنا تحضر التساؤلات حول الآلية التي قام المدرب من خلالها بمتابعتهم ومن ثم إصدار حكمه بأهمية وجودهم خلال المعسكر الختامي. وسنحاول تفصيل الاختيارات العناصرية للمدرب حتى نصل لقناعه تامة بأن بيسيرو لم يوفق كثيراً في توجهاته التي أعلن عنها من خلال تشكيل المنتخب السعودي الأول الذي ضم 5 حراس للمرمى و11 مدافعاً و16 لاعباً لوسط الملعب و6 مهاجمين، ما يعني أن المدرب اختار أفضل لاعبي الأندية، وليس أفضل تشكيل للمنتخب الأول، وإن كان الغياب الاضطراري يسجل لياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وعبدالله الزوري. حراسة مطمئنة عطفاً على ما يقدمه حراس المرمى في هذا الموسم على وجه التحديد، فإن المؤشرات تنصب لمصلحة حارس الشباب وليد عبدالله وحارس الاتحاد مبروك زايد ومن خلفهما عساف القرني، هذا الثلاثي تبدو حظوظه الأقوى لتمثيل المنتخب، حتى وإن سجلت عليهم بعض الملاحظات الفنية في التمركز والتفاعل مع الهجمات، إلا أن ما قدموه يعتبر مطمئناً على حد كبير، ويبقى حارس الأهلي عبدالله المعيوف والحارس البديل في نادي الشباب حسين شيعان اختيارات إضافية، وتبقى حظوظهما الأقل عن بقية زملائهما. وضعية دفاعية مقلقة قد نجد العذر لبيسيرو لو حاول جاهداً البحث عن توليفة لخط الدفاع للمنتخب السعودي تعيد الهيبة والقوة إلى هذا الخط في ظل «تدني» مستويات أغلب اللاعبين، سواء ذوي الخبرة أو الصاعدين للتو، لذلك نجد الاختيارات شملت لاعبي أندية المقدمة كالاتحاد حينما استعان بالمنتشري والسعيد وأسامة المولد العائد من الإصابة، وركّز على كامل الموسى ومنصور الحربي من الأهلي، ومحمد عيد من النصر، وحسن معاذ من الشباب، وخالد الغامدي من القادسية، وراشد الرهيب من الاتفاق وأسامة هوساوي من الهلال، وماجد بلال من الوحدة، من خلال هذه الأسماء سيكون التنافس على أشده على جهة الظهير الأيمن التي يوجد فيها أبرز اللاعبين حسن معاذ وخالد الغامدي وراشد الرهيب، وتبدو حظوظ منصور الحربي الأقوى للجهة المقابلة على حساب مشعل السعيد أو كامل الموسى، وتبدو حظوظ المنتشري وأسامة هوساوي قوية لشغل مركز عمق الدفاع على حساب محمد عيد وماجد بلال وأسامة المولد وكامل الموسى لو حاول الاستعانة به لمركز قلب الدفاع. ويعد الغائب محمد مسعد خياراً جيداً لو تم استدعاؤه من المدرب لإبداعه في شغل أكثر من مركز في الدفاع والوسط. منطقة المناورة بطلها 16 لاعباً ليس بالرقم الهين أن يتم اختيار 16 لاعباً في وسط الملعب خلال المعسكر، من أجل أن يتم انتقاء 4 لاعبين أساسيين منهم و3 أو 4 لمقاعد الاحتياط، ويبدو أن بيسيرو يريد تسجيل أعلى رقم قياسي لاختيارات لاعبي وسط الميدان، لذلك كان هذا العدد الهائل الموجود معه قبل مباراتي أوغندا وغانا الوديتين. وتبدو منطقة محور الارتكاز لمصلحة أحمد عطيف وسعود كريري، والوسط الأيمن لعبده عطيف، والجهة المقابلة للفريدي أو الشلهوب، فهذه الأسماء تمتلك الخبرة والقوة والحضور المميز في هذه المنطقة، ويبدو اسما مناف أبوشقير وتيسير الجاسم الأقرب لمزاحمة الأسماء المرشحة لشغل هذا المركز. الصبياني الغائب عن اختيارات الهجوم في ظل الاختيارات الكثيرة من مدرب المنتخب بيسيرو، كانت الاستفهامات تحضر عقب تجاهل اسم هداف الوحدة سلمان الصبياني، الذي لا يقل مستوى أو حضوراً عن بقية الأسماء المرشحة لهذا الخط، فصحيح أن نايف هزازي وريان بلال وناصر الشمراني ومهند عسيري سجلوا حضورهم اللافت منذ بداية الموسم، وأثبتوا كفاءتهم التهديفية، إلا أن غياب سلمان الصبياني الذي حضر بكل قوة في مباريات الوحدة لم تكن له مبررات في ظل وجود بعض الأسماء الغائبة عن المشاركة، لهذا يبدو أن بيسيرو وضع أول خياراته في نايف هزازي، وينتظر القرار الأخير في إشراك مجاوره وتبدو حظوظ الشمراني الأقوى خلال هذه الفترة، خصوصاً أن غياب ياسر القحطاني منح الجميع فرصة التننافس القوي على شغل هذا المركز.