كانت فتوى تحريم عمل الكاشيرات «بالحلال»، «أفضل عيدية» يمكن أن تهدى لأولئك السعوديات الفقيرات، لقد أرسلت «بسرعة الصحوة»، وحتى قبل أن يهنأن بأول ريال يدخل جيوبهن المخضبة بالعوز والفقر. تلك الهدية الممهورة بتوقيع «حركيين» جاءت أيضا مغلفة بورق اصفر يختزل قصة الفقراء والفقيرات في وطني، أتت على عجل وقبيل العيد بأيام لتدخل «الغبن والحسرة» على قلوب المسحوقات وأسرهن « الغلبانة».. (شكرا والله «عيدتونا»). كم ستكون «سعادة» الفتيات الفقيرات وأسرهن بتلك العيدية الثمينة، فخير الهدايا أكثرها إدهاشا ومفاجأة، كم سيفرحن بقضاء العيد القادم مع «شماتة وتشفي الحركيين». كن «سيضحين» ربما لأول مرة، كن سيشترين هدايا العيد لأطفالهن وآبائهن، بل كن سيبتن وقد شبع أطفالهن وأمهاتهن من الطعام، شكرا لقد عدنَ لبساط الفقر من جديد. أيتها السيدات اذهبن من اليوم نحو أبواب أولائك المفتين، افترشن الأرض بجانب قصورهم الفخمة، لا تغادرن إلا وفي أيديكن صك لبيت ومال وفير يكفيكن شر الدنيا، ستشممن روائح العود تنبعث من أرجاء القصر، وسترين السيارات الأميركية والألمانية تخرج مظللة من بوابة القصر الجانبية، ستحمل بناتهم حقائب فرنسية، قيمتها برواتبكن طوال عام، ثم سترين شاحنات تدخل كل صباح محملة بما لذ وطاب من المزارع الخاصة، ستصدمن عندما ترين عاملات أجنبيات بدون محرم يعملن داخل تلك القصور، وفي اختلاط كامل، ليس لكم إلا أن تشموا وتروا من بعيد تلك الملذات، ثم تتوجهن نحو القبلة، وعندها «لا أوصيكن». ستعدن «كسيرات» مليئات بالجوع والشمس وبرد الشتاء، وستملأن صدوركن بحب الله الذي لولاه لمتُن قهراً مما رأيتن وسمعتن. بين هذين العيدين تنادى «الحركيون والصحويون» من اجل حربهم الدائمة ضد المرأة، أليست معركة «الكشيرات» هي «أم المعارك»، إذن مبروك الانتصار على تلك الفقيرة؟ مبروك على شواربكم المفتولة ذلك الفوز المجلجل. أتصورهم خلف مكاتبهم يصورون المقالات، ويفاكسون المشايخ، يرسلون الرسائل المفخخة بكل دهاء وفجور الخصومة، يعقدون الاجتماعات تلو الاجتماعات لإسقاط 80 أسرة في «وحل الفقر من جديد»، صحيح أنهن كن أول بدايات الحياة لعشرات الآلاف من مساكين الوطن، لكنها كانت البداية. إنه عقل «الوأد» الذي تختزنه عقلية «الحركي»، الذي لا يتبسم إلا عند الانتصار على النساء. الم يقل زميلنا الكبير داود الشريان في مقال نشرته « الحياة « قبل أيام، إنهم تنادوا قبل عقد لإلغاء فتوى تبيح الصور أطلقها الشيخ ابن عثيمين، وبالفعل أجبر «الغوغاء» وعوام الناس، شيخا بحجم بن عثيمين على التراجع، إنهم ينتصرون بلف حبل « الكذب على رقاب الحقائق». إنهم الآن كدأبهم ومن حمل الوهم للمفتين، وصنعوا لهم السؤال «على قد الإجابة»، الفتوى جاءت فوق احتمال الناس وفقرهم، لأسر أبت «إلا العفاف». «سيئ» أن تعاقب العفيفة التي تخرج للعلن، وتقول أنا عفيفة، وابحث عن لقمة عيش شريفة، ليأتي حراس «المال» عفوا اقصد حراس «الفضيلة» ليعيدوها من حيث أتت من ذلك القمقم الصغير ذو الفوهة الصغيرة الذي لا يخرج سوى المسيار، والمسفار، والويكند، وكل احتيالات المتعة المؤقتة. إنها قصة النساء في وطني، يبدو أنهن لن يعشن إلا من اجل تلك الفتاوى من اجل ان «يُسير» عليهن رجل كلما «حانت» رجولته. شكرا مرة أخرى لكم لأنكم أعدتموها إلى الشوارع الخلفية المظلمة حيث لا نرى ما تفعل. [email protected]