نيويورك، روما، دبي – أ ب، رويترز، أ ف ب – توقّعت طهران أمس، ان تُستأنف الاثنين المقبل مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، داعية الغرب الى «تغيير رؤيتها وطرح أفكار جديدة وبناءة» لإنجاحها. ونقلت وكالة «مهر» عن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي «توقعه» بدء المفاوضات الاثنين المقبل، مشيراً الى «الاتفاق على اجرائها في تركيا». ودعا ايران والغرب الى إظهار «مرونة في تحديد موعد المفاوضات ومكانها»، كما حضّ الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا)، على «تغيير رؤيتها وسياستها خلال التفاوض»، مذكراً باعتمادها سابقاً «أسلوب المواجهة بدل الاساليب البناءة». لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قال ان لا موعد محدداً للمفاوضات، فيما توقّع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إجراء المحادثات في غضون شهر. في باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «لا تأكيد» عبر قنوات رسمية في شأن موعد المفاوضات ومكانها، فيما حضّ السيناتور الديموقراطي الاميركي جون كيري طهران على الانخراط في «حوار مسؤول» مع الغرب، محذراً إياها من ان الجمهوريين الذين سيطروا على مجلس النواب في انتخابات منتصف الولاية، قد لا يكونون متساهلين معها. في غضون ذلك، حضّ الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست الغرب على «بذل جهود لطرح أفكار جديدة وبناءة، من أجل معالجة الاخطاء السابقة». وقال ل»الحياة» ان «عدم الاتفاق علي جدول أعمال المحادثات، سيضعها أمام فراغ واضح للقضايا التي يجب أن يناقشها الجانبان». وشدّد مهمان برست على ضرورة فصل المحادثات في شأن تبادل الوقود النووي، عن المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني. وقال: «المسألتان مستقلتان عن بعضهما بعضاً. واذا لم يتم تناول هذين الأمرين في شكل منفصل تماماً، سيؤدي ذلك الى مشاكل في المستقبل». واضاف ان «المحادثات لن تشمل الملف النووي مطلقاً». يأتي ذلك في وقت انتقدت طهران بقوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا أمانو، لتأكيده عجز الوكالة عن ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني. وقال أمانو امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان ايران «لم تقدم التعاون الضروري، بما يسمح للوكالة بتأكيد ان كل المواد النووية في ايران هي جزء من نشاطات سلمية». واضاف في تقريره السنوي للوكالة عن نشاطاتها للجمعية: «التعاون المطلوب يتضمن تطبيقاً تاماً لقرارات مجلس محافظي الوكالة ومجلس الامن». لكن اسحق آل الحبيب نائب المندوب الايراني لدى الاممالمتحدة اعتبر ان «التأكيد ان ايران لم تقدم التعاون الضروري، غير صحيح ومضلّل». وقال: «ايران مصممة على ممارسة دورها غير القابل للتصرف في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية». كما ندّد ب «النشاطات النووية الاسرائيلية السرية الخارجة كلياً عن أي رقابة من الوكالة». تزامن ذلك مع تشديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على ان وحده تهديد ايران بضربة عسكرية، قادر على ثني «طغاة طهران» عن امتلاك قنبلة نووية. وقال أمام مؤتمر يهودي أميركي: «المرة الوحيدة التي علّقت فيها ايران برنامجها النووي، كانت لفترة قصيرة خلال عام 2003 عندما اعتقد النظام انه يواجه تهديداً ذي صدقية بعمل عسكري ضده». وأضاف: «المفارقة الواضحة البسيطة هي: اذا كان المجتمع الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، يأمل بوقف البرنامج النووي الايراني من دون اللجوء إلى العمل العسكري، عليه ان يقنع ايران بأنه مستعد للقيام بعمل مماثل». الى ذلك، أفادت وكالة أنباء الامارات (وام) بأن تجاراً ورجال أعمال التقوا الاثنين الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، داعين السلطات الى التدخل من أجل تخفيف القيود المفروضة على تعاملاتهم مع ايران، بسبب العقوبات الدولية، لا سيما من المصارف.