اتفق مختصون في الشأن السياسي والأمني على وصف ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ب«رجل الحرب على الإرهاب الأول»، وذلك إثر تكريمه من وكالة الاستخبارات المركزية «CIA»، «تقديراً لعمله الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى إسهاماته غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين»، مشيرين إلى جهوده في جعل المملكة الأولى عالمياً في مكافحة الإرهاب. وقال الباحث في مركز ماكلارتي للاستشارات الدولية في العاصمة الأميركية واشنطن أحمد البراهيم ل«الحياة» ولي العهد السعودي كافح الإرهاب حتى كان أحد المستهدفين، في حادثة محاولة اغتياله الشهيرة عام 2009، إذ كان مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف - آنذاك - وواصل جهوده في الاهتمام بملف مكافحة الإرهاب، حتى أصبح عالمياً «رجل الحرب على الإرهاب الأول». وأشار البراهيم إلى أنه «يمكن تصنيف السعودية، بالأولى عالمياً في القضاء على الإرهاب، كون المملكة سباقة في مجال مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي»، وأضاف: «المملكة تعرضت لأكثر من 100 هجمة إرهابية، وصدت أكثر من 300 هجمة منذ عام 1992 حتى الوقت الحالي، كما أن تجربة المملكة في التصدي للعمليات الإرهابية تجربة عالمية». وأبان أن المملكة بادرت في إنشاء مراكز لمكافحة الإرهاب، وعملها في القضاء عليه تجاوز النطاق المحلي إلى النطاق العالمي، كونها تعمل حالياً مع الاستخبارات الأميركية والبريطانية في تبادل المعلومات، كما أسهمت دولياً في التصدي لعمليات إرهابية، بعد أن قدمت معلومات استخباراتية لفرنسا وبريطانيا وأميركا. وقال الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية مطير الرويحلي ل«الحياة»: «تكريم ولي العهد يأتي تأكيداً لما سبقه من إنجازات وإشادات عالمية بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب»، وأضاف: «كان آخرها تأكيدات وزير الأمن الداخلي جون كيلي أمام الكونغرس الأخيرة، عن قوة المملكة أمنياً، واستخباراتياً، إذ أكد الوزير الأميركي أنه لن يتم وضع المملكة ضمن «قائمة الحظر» التي تمنع دخول رعايا سبع دول إسلامية إلى الولاياتالمتحدة». وشدد على أن المملكة من الدول القوية أمنياً، ولديها قوات أمن واستخبارات قوية. وأضاف الرويحلي: «جهود المملكة في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب مشهود بها عالمياً ودولياً، كما أن لها دوراً قيادياً وريادياً في قيادة العالم الإسلامي والعربي في مجال مكافحة الإرهاب، بعد تراجع بعض الدول المجاورة نتيجة الصراعات الداخلية، وهذا ما جعلها مستهدفه من الدول الإقليمية». مؤكداً أن المملكة قادت الموقف السياسي والعسكري للمنطقة بكل اقتدار. من جانبه، قال المحلل والكاتب السياسي عماد العالم ل«الحياة»: «حين يتم تكريم أعلى قياده أمنية في المملكة، متمثلة بشخص ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، فذلك يعني دون شك أنه تمكن بفعالية من القيام بما لم يستطع مثلاؤه في الدول الأخرى الاضطلاع به في صد ومواجهة الإرهاب الفكري والأمني، وكذلك دوره الأساسي ليس فقط في الإشراف، وإنما بناؤه استراتيجية محكمة للتنفيذ والمتابعة، لضمان الاستمرار في إرساء الاستقرار داخلياً وإقليمياً ودولياً». وأضاف: «إن كون السعودية قبلة العالمين العربي والإسلامي جعلها على الدوام مستهدفة في مكانتها، وألقى على عاتقها مسؤولية لضمان أمنها الوطني، الذي لم يكن معرضاً لإرهاب الجماعات المتطرفة والمسلحة ذات النزعات الراديكالية فقط، وإنما أيضاً لمطامع دول، لذا كانت المهمة صعبة وتتطلب تكافل وتعاون جميع فئات شعبها، باختلاف تياراته وتوجهاته، التي توحدت جميعها تحت قيادة حكيمة من ملوكها، وآخرهم الملك سلمان، الذي جاء من خلفية إدارية مميزة، أكسبته، طوال أربعة عقود من إمارته للعاصمة الرياض، خبرة في جمع الجميع تحت مظلة الوطن، وتأهيلهم ليكون الكل جندياً في مواجهة القلاقل والإرهاب، الذي جعل من المملكة أول أهدافه، واستهدف فيها مواقع دينية، والمساجد والحرمين الشريفين، وأثناء مواسم عدة للحج، وكذلك تجمعات مدنية سكنية ومواقع عسكرية، فأكد بذلك اختلاف خطة وأهداف مرتكبيه وولائهم وانتمائهم».