يقول الحارس الدولي الإسباني بيبي راينا في صفوف ليفربول في تصريح لصحيفة «ميرور» البريطانية قبل يومين إنه لا يود أن يرى مان يونايتد متوجاً بكأس دوري الأبطال في روما الأربعاء المقبل، ويقول: «لا أرغب أن أرى غريمنا التقليدي يفوز بلقب آخر». هذه المشاعر ليست غريبة في الملاعب الإنكليزية، فالسير اليكس فيرغسون قال شيئاً مشابهاً قبل سنوات في النهائي الذي جمع ارسنال وبرشلونة، وأعتقد بأن مثل هذه التصريحات لا تتعدى أن تكون مشاعر حقيقية لفرق متنافسة، تجمعها المباريات وتفرقها البطولات. أقول هذه المسألة لأن النصراوي الحقيقي هو الذي يفرح لهزيمة الهلال، والأهلاوي الحقيقي هو من يتمنى هزيمة الزمالك، غير أن البعض أقحم المجاملات في كرة القدم إلى أن وصلت إلى محاولة التلاعب بالمشاعر التلقائية، وأذكر أن رابطة مشجعي نادي الكويت الكويتي وقفت قبل سنوات تشجع مع الجمهور القدساوي في مباراة نصف النهائي لدوري أبطال آسيا أمام الكرامة السوري، بسبب تعليمات إدارة النادي وليس بدافع الحب للقادسية! أمثلة كثيرة يمكن أن تساق، ولكنني لا أتصور أن هناك أصدق من التجربة الحقيقية التي عشتها في الثاني من نيسان (أبريل) 2002. ففي ذلك الموعد توجهت إلى العاصمة الإيرانية طهران، مكلفاً من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كمنسق إعلامي للدور نصف النهائي والمباراة النهائية لبطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري، وكانت تجمع بين فريقين كوريين وفريق ياباني والاستقلال الإيراني. وتصادفت تلك البطولة مع مناسبة دينية خاصة تجمع الإيرانيين ولا تفرقهم، وكان طرفا مباراة نصف النهائي الاستقلال (ذا القمصان الزرقاء) وفريقاً كورياً جنوبياً (بقمصان حمراء). وقبل بدء المباراة وأثناء تفقدي للملعب سألت مدير إستاد آزادي الدولي عن مجموعة من المتفرجين يرتدون قمصاناً حمراء تجمعوا بعيداً عن مناصري الاستقلال في إحدى زوايا الإستاد، فقلت لمدير الملعب: «عجباً، لم أعرف من قبل أن هناك جالية كورية في طهران جاءت لمؤازرة فريقها»، فضحك مدير الإستاد وقال: « ليسوا كوريين. إنهم من مشجعي بيروزي ذي القمصان الحمراء التقليدية، وجاءوا لتشجيع الفريق الكوري نكاية بغريمهم التقليدي الاستقلال. إنهم يشجعون أي فريق يلعب أمام الاستقلال فما بالك عندما يكون ذلك الفريق المنافس يرتدي القمصان الحمراء»! كان ذلك هو الموقف الأكثر غرابة الذي واجهني في ملاعب الكرة، لكنه في حقيقة الأمر يعبر بحق عن واقع طبيعة بشرية، نحاول نحن العرب التلاعب بها، وتغليفها بالكثير على نحو يسيء للعبة وشرف المنافسة الحقيقية. المشكلة التي نحن بصددها، هي ضرورة أن يدرك الرياضيون أن المنافسة يجب أن تكون شريفة وأول تلك القواعد الرغبة الصادقة في إلحاق الهزيمة بالمنافس. كلمة أخيرة المجاملات قتلت اللعبة في وطننا العربي. [email protected]