منيت الجهود الأميركية لإقناع إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات لإتاحة الفرصة أمام استئناف المفاوضات بينها وبين السلطة الفلسطينية بانتكاسة جديدة غداة الكشف عن قرار تل أبيب السماح ببناء 1300 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة. وأطلقت الادارة الأميركية محاولة جديدة لانقاذ المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والسعي للحصول على تنازل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتستند بحسب مصادر موثوقة الى «مراجعة رزمة الحوافز» الى تل أبيب في حال قبولها وقف الاستيطان لفترة موقتة ودرس مخارج جديدة مع الجانب المصري خلال زيارة وزير الخارجية أبو الغيط ووزير الاستخبارات عمر سليمان اليوم الى واشنطن. واللافت ان الكشف عن القرار الاسرائيلي جاء بعد ساعات من لقاء نتانياهو في واشنطن مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وقبيل وصول الوفد المصري اليوم الى الولاياتالمتحدة، الأمر الذي اعتبرته منظمة «السلام الآن» الاسرائيلية المناهضة للاستيطان «استفزازاً كبيراً»، فيما دانت السلطة الفلسطينية «بشدة» القرار الاسرائيلي وحمّل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الدولة العبرية «المسؤولية المباشرة عن انهيار» المفاوضات. ولم يعرف بعد ما إذا كان نتانياهو أطلع بايدن على المشروع الاستيطاني الجديد، علماً أنه أثار غضب نائب الرئيس الأميركي خلال لقائهما في آذار (مارس) الماضي في القدسالمحتلة، حينما أعلنت الحكومة الاسرائيلية، خلال اللقاء، نيتها بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدسالمحتلة، وهدد بأزمة مع واشنطن. واذ استكمل نتانياهو زيارته للولايات المتحدة وتوجه الى نيويورك أمس، زاد الاعلان عن خطة لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية صعوبة محاولات واشنطن إعادة الجانبين الى المفاوضات المباشرة. وقالت مصادر قريبة من الادارة الأميركية ل»الحياة» أن «هناك استياء من الخطوة وتصرفات نتانياهو، لكن البيت الأبيض سيتفادى جدلا علنيا معه في هذه المرحلة»، نظرا للضغوط الداخلية على الرئيس باراك أوباما. وفيما تواصل الادارة جهودها للحصول على تنازل في موضوع الاستيطان قبل انتهاء مهلة الأسبوعين التي أعلنها عريقات، أكدت المصادر عدم حدوث أي اختراق في الوقت الحالي، وأن الادارة في صدد اعادة تقديم الحوافز (المساعدات) الأمنية والعسكرية لاسرائيل للحصول على تنازل من نتانياهو. وسيتصدر موضوع تجميد الاستيطان اجتماع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بنتانياهو الخميس المقبل، وزيارة الوفد المصري لواشنطن اليوم. ومن المتوقع أن يجتمع أبو الغيط وسليمان مع الوزيرة كلينتون والمبعوث جورج ميتشل وأركان مجلس الأمن القومي الأميركي، وسيطرحان «أفكاراً جديدة» للعودة الى المفاوضات، تتمحور حول جهد دولي واقليمي لحماية عملية السلام. وأعلن وزير الخارجية المصري ان المحادثات مع المسؤولين الأميركيين ستتناول، إضافة الى ملف العلاقات بين القاهرةوواشنطن، 4 ملفات إقليمية، هي المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية والأوضاع في السودان والعراق ولبنان. وأضاف أبو الغيط إن «الوفد المصري سيبحث مع الجانب الأميركي في الخيارات الأخرى المتاحة إذا لم يتم تجميد الاستيطان والعودة إلى المفاوضات». وأشار إلى أن «واشنطن لا تزال تسعى إلى إقناع إسرائيل بقبول تمديد تجميد الاستيطان ومنع أية عمليات بناء في الأراضي المحتلة».