تتعرض العديد من وسائل الإعلام على اختلاف كينونتها إلى الكثير من حالات التكذيب، ولا تُستثنى في ذلك أية وسيلة مهما كان حجمها ومكانتها، ما يضع الصحافي صاحب الموضوع في موقف لا يحسد عليه يصل حد تهديد مستقبله المهني والوظيفي في أحيان كثيرة، وآخر هذه التكذيبات ما تعرضت له قناة «العربية» قبل أيام حينما نشرت صحيفة «القدس العربي» تقريراً نفت فيه ما سبق ونقلته القناة على لسان لوري نبوت شقيقة حرم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والمحررة في صحيفة «الديلي ميل» البريطانية وقناة «برس تي في» والخاص بخبر اعتناقها للإسلام في إيران، ونزولها للسباحة ب«البكيني» في أحد شواطئ غزة، وأوردت الصحيفة غضب واستياء لورى من قناة «العربية»، التي أوردت الخبر بطريقة وصفتها ب«التهكمية» مضيفة: «لا أدري لماذا تم تحوير خبر واضح جاء في الصحافة وبشكل لا مجال للبس فيه»، وقالت: «أنا لم اعتنق الإسلام في إيران. والإشارة إلى أنني سبحت في مياه غزة مرتدية البكيني، وأنني جلبت لأهل غزة شعوراً بالإحراج أمر يفتقر إلى الذوق والكياسة»، مؤكدة أنها اتصلت بمحاميها لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد القناة، وليس بعيداً عن «العربية» تقبع قناة «الجزيرة» الجناح الأكثر اتهاماً في الأوساط المختلفة في الشارع العربي، وآخرها اتهامها بتعمد نشر فتاوى وأخبار تسيء إلى بلد أو مجتمع بعينه. من جانبه، أوضح الإعلامي علي الظفيري أنه لا يود التعليق على وسائل بعينها، لكنه أكد ضرورة ترسيخ صدقية العمل الصحافي في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الصحافي بإمكانه صياغة أية جملة من جمل الضيف، ووضعها في سياق مختلف، وهذا أمر خطر – بحسب قوله – لأنه يعرض صاحب الرأي الضيف للخطر وأحياناً التهديد. ورداً على اتهام «الجزيرة» في كثير من الأحيان بنشرها أخباراً غير موثقة، قال الظفيري ل«الحياة»: «على حد علمي وطوال السنوات السبع التي قضيتها في القناة لم اقرأ او أطلع على خبر نفاه مصدره، قد يكون هناك خلاف في التوجه لدى البعض، وبالتالي يقللون من قيمة الخبر المنشور في الجزيرة، وإذا كذب يكون لدوافع سياسية وليس مهنية». فيما أوضح مراسل قناة «روسيا اليوم» في السعودية محمد الحواري أنه لا يتم نقل أي خبر في القناة إلا استناداً إلى مصدر موثوق من وكالات الأنباء، أو الصحف المعتبرة أو غيرها من المصادر الرسمية، وفي ما يتعلق بتحريف أو صياغة الخبر لإيصال رسالة معينة لم يقصدها المصدر، قال الحواري ل«الحياة» ان هذا الأمر مرفوض مهنياً وأخلاقياً، لأنه قد يتطور في بعض الأحيان إلى أن يصل إلى خلافات ديبلوماسية على مستوى الدول إذا كان الأمر يتعلق مثلاً بخبر سياسي، حتى وإن كانت السياسة الإعلامية للمؤسسة التي يعمل بها الصحافي لا تتوافق مع تصريح المصدر المسؤول، فالأولى عدم نقله خيراً من تحريفه أو الالتفاف عليه أو أدلجته، ما قد يفقد الصحافي صدقيته بشكل كبير، لأنه في هذه الحال يتحول من صحافي إلى مسمى آخر لا يمت للصحافة بصلة، ويفقده احترامه على المستوى المهني.